للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

رأيي في حربهم، وأتركُ ورأييَّ الذي أراه، وتدبيري الذي أدبره.

فناداه الناس: لك ذلك، وقد رضينا به.

فنزل من المنبر، وأتى منزله، وأمر بديوان الجند، فأحضر، فانتخب من أبطال أهل البصرة عشرين ألف رجل (١)، فيهم من الأزد ثمانية آلاف رجل، وبقيتهم من سائر العرب، وولى ابنه المغيرة مقدمته في ثلاثة آلاف رجل.

وسار حتى أتى الخوارج، وهم بنهر تستر (٢)، فواقعهم، فهزمهم، حتى بلغوا الأهواز، فقال زياد الأعجم (٣) في ذلك:

جزى الله خيرًا، والجزاء بكَفِّه … أخا الأزد عنا ما أذب وأحربا

ولما رأينا الأمر قد جدَّ جده … وألا توارى دوننا الشمس كوكبا

دعونا أبا غسان (٤)، فاستك سمعه … وأحنف طأطأ رأسه، وتهيَّبا

وكان ابن منجوف (٥) لكل عظيمةٍ … فقصّر عنها حبله وتذبذبا

فلما رأينا القوم قد كلَّ حدهم … لدى حربهم فيها دعونا المُهلَّبا


(١) وعند البلاذري: الأنساب ٧/ ١٩٥. والطبري: التاريخ ٥/ ٦٢١ أن عددهم اثنا عشر ألفًا.
(٢) تستر: مدينة بين الأهواز وبين عسكر مكرم ثمانية فراسخ، والذي فتحها هو أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-، وبينها وبين مدينة سابور ثمانية فراسخ. الحميري: الروض المعطار ١٤٠.
(٣) زياد الأعجم هو زياد بن سليم، أبو أمامة مولى عبد قيس، كانت في لسانه عجمة، قد شهد فتح إصطخر مع أبي موسى الأشعري، وكان رجلًا هجَّاءً قليل المدح للملوك والوفادة إليهم. محمد بن سلام: طبقات فحول الشعراء ٢/ ٦٩٣، الذهبي: تاريخ الإسلام ٧/ ٨٣.
(٤) هو مالك بن مسمع بن شيبان بن شهاب، أبو غسان من بكر بن وائل، ولد في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ووفد على معاوية -رضي الله عنه-، كان سيد زمانه، مقدمًا معروفًا بذلك، حليمًا رئيسًا، توفي سنة أربع وسبعين. ابن عساكر: تاريخ دمشق ٥٦/ ٤٩٧.
(٥) سويد بن منجوف السدوسي، أبو المنهال، كان ذا أدب، كان من أشراف الكوفة، رأى علي -رضي الله عنه- وسمع أبا هريرة -رضي الله عنه-، ووفد على معاوية -رضي الله عنه- توفي سنة ٧٢ هـ. ابن عساكر ٧٢/ ٣٨١، الذهبي: تاريخ الإسلام ٢/ ٨١٩.

<<  <   >  >>