نبي الله إذا غزا بنفسه لم يحلّ لأحد من المسلمين أن يتخلّف عنه إلا أهل
العذر، وكان إذا أقام فأسرت السرايا لم يحلّ لهم أن ينطلقوا إلا بإذنه، فكان الرجل إذا أسرى فنزل بعده قرآن تلاه نبي الله على الصحابة القاعدين معه، فإذا رجعت السرية قال لهم: الذين أقاموا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله أنزل بعدكم على نبيه قرآنًا فيقرئونهم ويفقّهونهم في الدين» .
وقيل: نزلت هذه الآية حين نزل أحياء العرب المدينة، فغلت أسعارهم وفسدت طرقهم. وفي الحديث الصحيح:«من يرد الله به خيرًا يفقّه في الدين» .
وقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} ، قال البغوي: أمروا بقتال الأقرب فالأقرب إليهم في الدار والنسب.