من بعض الأعراب، فتزيل عني ما أشكل، فكنت أسمع قول الله تعالى:{وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} فجاءني أعرابي وأنا مع الغلمان، فقال لي: أين عمك؟ قلت له: ما هو في البيت. فقال لي: إذا جاء فقل له يقول حمود القحطاني: إذا ما جاء بين العشاوين جيت. فعرفت معنى الآية.
وسمعت أعرابيًا يقول:(طلعت عليّا الخيل تتبع الربْع تترا) . فعرفت معنى قول الله تعالى:{ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا} ، أي: يتبع بعضهم بعضًا.
وقد نشأت - ولله الحمد - في أصل العرب، وسرت في بلادهم بنجد، والحجاز، وتهامة، واليمن، والبحرين، وسمعت كلام البادية والحاضرة، وكان بعضهم - وهو أبي - إذا سمع القرآن عرف معناه بمجرد التلاوة.
وسمعت أعرابية رجلاً يقرأ هذه الآية:{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} فقالت: ويش الصلاة الوسطى؟ قال: صلاة العصر. فقالت: على شان وقتها ضيّق.
وتجادل رجلان فيما يفعله الجهال عند القبور من دعاء الموتى، وطلب الحاجات منهم، فقال أحدهما: هذا شرك؛ لأن الله تعالى يقول: ... {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ