قال ابن زيد في قوله:{لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ} ، قال: لا يمل {مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ} ، قال السدي: قانط من الخير، {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} ، قال مجاهد: أي: بعملي، وأنا محقوق بهذا، {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى} قال السدي يقول: غنىً {فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ * وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ} قال السدي: يقول {أَعْرَضَ} صد بوجهه {وَنَأى بِجَانِبِهِ} يقول: تباعد {وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ} .
يقول ابن كثير: وقوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ} أي: هذا القرآن {مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} ، خلاف للحق، بعيد عنه.
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ} ، قال قتادة: يعني: وقائع الله في الأمم، {وَفِي أَنفُسِهِمْ} يوم بدر {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} قال مقاتل: أو لم يكف بربك شاهدًا أن القرآن من الله؟ {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ} في شك من البعث {أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ} فلا يخفى عليه خافية ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى.