للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن ابن عباس: قوله: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ} يقول: فصّلناه. وعن قتادة: قوله: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} . قال: لم ينزل في ليلة ولا ليلتين ولا سنة ولا سنتين، ولكن كان بين أوله وآخره عشرون سنة وما شاء الله.

وقوله تعالى: {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ} .

قال البغوي: هذا على طريق الوعيد والتهديد، {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ} .

قال ابن كثير: أي: من صالحي أهل الكتاب الذين تمسّكوا بكتابهم ولم يبدّلوه، {إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً} ، قال ابن عباس: ... {لِلأَذْقَانِ} ، للوجوه، {وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً} .

قال في جامع البيان: إنه {كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا} ، في الكتب السالفة بإرسال رسول خاتم الرسل، {لَمَفْعُولاً} ، واقعًا كائنًا.

قوله عز وجل: {قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (١١٠) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (١١١) } .

عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجدًا يدعو: «يا رحمن يا رحيم» فقال المشركون: هذا يزعم أنه يدعو واحدًا وهو يدعو مثنى، فأنزل الله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} الآية. وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا كلهنّ في القرآن، من أحصاهن دخل الجنة» . رواه ابن جرير.

<<  <  ج: ص:  >  >>