للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سَمُّوهم فيكتب. ويقولون: نزل بنا رجل من أهل اليمن بعياله فيكتب، فإذا فرغ أتى إلى الديوان بذلك (١).

وكان الديوان في زمان معاوية أربعين ألفا منهم أربعة آلاف في مائتين مائتين (٢).

وكان مسلمة بن مخلد يعطي أهل الديوان أعطياتهم وأعطيات عيالاتهم وأرزاقهم ونوائبهم ونوائب البلاد من الجسور (٣) وأرزاق الكتبة وحملانَ القمح إلى الحجاز، ويرسل إلى معاوية الفضل ستمائة ألف دينار (٤).

ولقد أنفذ مسلمة في سنة من السنين إلى معاوية فلما نهضت الإبل لقيها برح ابن حسكل، فقال: ما بال مالنا يحمل ويخرج من بلادنا، ردّوه. فردّ حتى وقف على المسجد، فقال: أخذتم عطاءكم وأرزاقكم وعطاء عيالاتكم ونوائبكم؟ قالوا: نعم، فخلاها، وقال: لا بارك الله لهم (٥).

وأرسل معاوية يحمل قمحاً من مصر ومالاً، فقام المصريون إلى مسلمة فقالوا: لا والله ولا قيراطا ولا ويبة فقال لهم مسلمة: إنما هو قرض يقرضه، فقالوا: نعم.

وقطع مروان بن محمد العطاء عن أهل مصر سنة واحدة، فلما كان العام المقبل جاء كتاب مروان يقول فيه لهم: إنما تأخر مال عطاء السنة الماضية لعدو دهمني، وقد أطلقت لكم مال هذه السنة فكلوه هنيئا مريئا، وأعوذ بالله أن أكون الخليفة الذي يخرج قطع العطاء على يديه.

وكان سليمان بن عبد الملك لما ولى استخلف أسامة بن زيد على خراج


(١) فتوح مصر ص ١٢٧
(٢) نفس المصدر.
(٣) فى الأصلين «والجسور» وقد اتبعت ما ورد بفتوح مصر ص ١٢٨، والخطط ج ١ ص ٧٩، وحسن المحاضرة ج ١ ص ١٥١
(٤) فتوح مصر ص ١٢٨، والخطط ج ١ ص ٧٩، وحسن المحاضرة ج ١ ص ١٥١
(٥) فتوح مصر ص ١٢٨