واختار النبي صلى الله عليه وسلم لحمل هذا الكتاب دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه، وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر.
وقد روى البخاري عن ابن عباس: أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا تجارًا بالشام في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء "بيت المقدس" فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا ترجمانه فقال: أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟
فقال أبو سفيان: فقلت أنا أقربهم نسبًا.
فقال: ادنوه مني، وقربوا أصحابه، فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه.
يقول أبو سفيان: فوالله، لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذبا لكذبت عنه.