- قال أنس: وإن أهلي أمروني أن آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأسأله ما كان أهله أعطوه، أو بعضه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطاه أم أيمن، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطانيهن فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي وقالت: والله لا نعطيكهن، قد أعطانيهن.
فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:"يا أم أيمن اتركيه، ولك كذا وكذا".
وتقول: كلا والذي لا إله إلا هو.
فجعل صلى الله عليه وسلم يقول كذا ثم كذا حتى أعطاها عشرة أمثاله، أو قريبًا من عشرة أمثاله حتى رضيت١.
بل إن بعض المهاجرين ما قبل أن يكون عبثًا على أخيه الأنصاري، نعم هو لا يجيد الزراعة، ولكنه يمكن أن يعمل في التجارة، وفعلا ذهب إلى السوق وتاجر، وإذا كانت الأيام الأولى أيام تعلم، وتعليم، واستعداد، وجهاد، فإن في الوقت سعة بجانب ذلك للذهاب إلى السوق ليعمل في تجارة يتكسب من ورائها ولو قليلا بدلا من الاعتماد على أخيه مهما كان سخيًا غنيًا.
- قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: لما قدمنا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع فقال سعد بن الربيع: إني أكثر الأنصار مالا، فأقسم لك نصف مالي، وانظر أي زوجتي هويت نزلت لك عنها، فإذا حلت تزوجها!
فقال له عبد الرحمن: لا حاجة لي في ذلك، هل من سوق فيه تجارة؟
قال: سوق بني قينقاع.
قال: فغدا إليه عبد الرحمن فأتى بأقط وسمن ثم تابع الغدو.
فما لبث أن جاء عبد الرحمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة من زعفران فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتزوجت".
قال: نعم.
قال:"ومن"؟.
ال: امرأة من الأنصار.
قال:"كم سقت"؟.
١ صحيح البخاري ك الهبة، ب فضل المنحة ج٤ ص٣٤٥ ط الأوقاف.