أتاك عَلَى قنوطٍ منك غوثٌ ... يمنّ به اللطيف المستجيب
وكلّ الحادثات وإن تناهت ... فمقرون بها الفرج القريب
قَالَ وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عثمان، عَنِ التوزى، عَنْ أبى عبيدة، قَالَ: أنشدني رجل من ولد هشام بن عبد الملك، لمعاوية بن أبي سفيان:
قد عشت فِي الدّهر ألواناً عَلَى خلق ... شتّى وقاسيت فيه الّلين والطّبعا
كلاّ لبست فلا النّعماء تبطرني ... ولا تعودت من مكروهها جشعا
لا يملأ الأمر صدري قبل مصدره ... ولا أضيق به ذرعا إذا وقعا
قَالَ: وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، عَنِ أبي عثمان، عَنِ التوزي، عَنْ أبي عبيدة: أمات الهوى حتى تجنبه الهوى كما اجتنب الجاني الدّم الطالب الدّما وأكثر ما تلقاه فِي الناس صامتاً فإن قَالَ بذّ القائلين وأفهما وكان يرى الدّنيا صغيراً كبيرها وكان لأمر الله فيها معظّما
قَالَ: وأنشدنا أَبُو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة:
خاطر لا تقعد بمعجزة ... فليس حرّ عَلَى عجزٍ بمعذور
إن لم تنل فِي مقامٍ ما تطالبه ... فأبل عذراً بإدلاجٍ وتهجير
لن يبلغ المرء بالأحجام همّته ... حتّى يباشرها منه بتغرير
حتى يواصل فِي أنحاء مطلبها ... سهلاً بحزنٍ وإنجادا بتغوير
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، عَنْ أحمد بن عبيد،، أنه قَالَ: أحجم الرجل عَنِ الأمر إذا كعّ، وأحجم إذا أقدم وقَالَ يعقوب، وأحمد بن يحيى: أحجم وأحجم إذا كعّ.
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله:
كم من أخ لك لست تنكره ... ما دمت من دنياك فِي يسر
متصنّعٍ لك فِي مودّته ... يلقاك بالتّرحيب والبشر
يطرى الوفاء وذا الوفاء ... ويلحى الغدر مجتهدا وذا الغدر
فإذا عدا والدّهر ذو غير ... دهرٌ عليك عدا مع الدهر