وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبي زيد، عَنِ المفضل، قَالَ: دخل العجاج عَلَى عبد الملك بن مروان، فقَالَ: يا عجاج، بلغني أنك لا تقدر عَلَى الهجاء، فقَالَ: يا أمير المؤمنين من قدر عَلَى تشييد الأبنية أمكنه إخراب الأخبية، قَالَ: فما يمنعك من ذلك؟ قَالَ: إن لنا عزاً يمنعنا من أن نُظْلَم، وإن لنا حلماً يمنعنا من أن نَظْلِم، فعلام الهجاء؟ فقَالَ: لكلماتك أشعر من شعرك، فأنى لك عزٌ يمنعك من أن تُظلم؟ قَالَ: الأدب البارع، والفهم الناصع، قَالَ: فما الحلم الذي يمنعك من أن تظلم؟ قَالَ: والطبع التالد.
الأدب المستطرف قَالَ: يا عجاج، لقد أصبحت حكيماً، قَالَ: وما يمنعني وأنا نجي أمير المؤمنين
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس:
إذا غاب عنكم أسود العين كنتم ... كراما وأنتم ما أقام ألائم
تحدث ركبان الحجيج بلؤمكم ... وتقري به الضيف اللقاح العواتم
أسود العين: جبل، يقول: لا تكونوا كراماً حتى يغيب هذا الجبل، وهو لا يغيب أبداً.
وقوله: وتقري به الضيف اللقاح العواتم، يعني أن أهل الأندية يتشاغلون بذكر لؤمكم عَنْ حلب لقاحهم حتى يمسوا فإذا طرقهم الضيف صادف الألبان بحالها لم تحلب فنال حاجته، فكأن لؤمكم قِرى الأضياف والاشتغال بوصفه.
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: أعطي رجل أعرابياً فأكثر له، فقَالَ له الأعرابي: إن كنت جاوزت قدري عند نفسي فقد بلغت أملي فيك
وحَدَّثَنَا قَالَ: أَخْبَرَنِي عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: سأل رجل رجلا فقضاها، فقَالَ: وضعتني من كرمك بحيث وضعت نفسي فِي رجائك