أو عطفة كريمة محتقرٍ لضغن ذوي الضغائن، قَالَ: فإنها عطفة كريم محتقر للذنوب، فخلى سبيله، فكان بعد ذلك من أوثق أصحابه عنده
وحَدَّثَنَا أيضاً قَالَ: حَدَّثَنَا السكن بن سعيد، عَنْ محمد بن عباد، قَالَ: أوفد المهلب كعب بن معدان الأشقري، حين هزم عبد ربه الأصغر وأجلي قطرياً حتى أخرجه من كرمان نحو أرض خراسان، فقَالَ له الحجاج: كيف كانت محاربة المهلب للقوم؟ كان إذا وجد الفرصة سار كما يسور الليث، وإذا دهمته الطحمة راغ كما يروغ الثعلب، وإذا ماده القوم صبر صبر الدهر، قَالَ: وكيف كان فيكم؟ قَالَ: كان لنا منه إشفاق الوالد الحدب، وله منا طاعة الولد البر، قَالَ: فكيف أفلتكم قطريٌّ؟ قَالَ: كادنا ببعض ما كدناه به، والأجل أحصن جنّة وأنفذ عدّة، قَالَ: فكيف اتبعتم عبد ربه وتركتموه؟ قَالَ: آثرنا الحد عَلَى الفل، وكانت سلامة الجند أحب إلينا من شجب العدو، فقَالَ له الحجاج: أكنت أعددت هذا الجواب قبل لقائي؟ قَالَ: لا يعلم الغيب إلا الله
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، قَالَ: أتيت أبا عبيدة ومعي شعر عروة بن الورد فقَالَ لي: ما معك؟ فقلت: شعر عروة، فقَالَ: فارغٌ حمل شعر فقير ليقرأه عَلَى فقير، فقلت له: ما معي غيره، فأنشدني أنت ما شئت، فأنشدني:
يا ربّ ظلّ عقابٍ قد وقيت بها ... مهري من الشمس والأبطال تجتلد