للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التنبيه الثاني ١: تأتي (رأى) بصرية، كقولك: رأيت الهلال أي أبصرته، فلا تتعدى إلا إلى واحد٢.

وكذلك من أفعال الباب ما يأتي لمعان أخر غير قلبية٣.

ولم يحترز الشيخ عن ذلك لأنه لا يشملها قوله: (أفعال القلوب) . والمعاني التي احترز عن ورود الأفعال بمعناها كلها قلبية.

التنبيه ٤ الثالث: ألحقوا (رأى) الحلمية٥ برأى العلمية في التعدي لاثنين٦، كقوله:

١٤٢- أراهم رُفقتي حتى إذا ما ... تجافى الليل وانخزل انخزالا٧


١ قوله: (التنبيه) ساقط من (ب) وقوله: (الثاني) ساقط من (ج) .
٢ لأنها إذا كانت بصرية تكون من أفعال الحواس، هي لا تتعدى إلا لواحد.
٣ من ذلك قولهم: (عَلِم الرجل) إذا كان مشقوق الشفة العليا و (رأى) بمعنى أبصر، و (حجا) بمعنى غلب في المحاجة و (وَجَدَ) بمعنى أصاب و (عد) بمعنى حسب، و (زَعَم) بمعنى كفل و (درى) بمعنى خدع و (خال) بمعنى تكبّر وغير ذلك. التصريح ١/٢٥٠.
٤ هذه الكلمة ساقطة من (أ) و (ب) .
٥ رأى الحلمية هي قول النائم: رأيت في منامي كذا، وذلك كما في الآية: {إني أراني أعصر خمرا} .
٦ قوله: (لاثنين) ساقط من (أ) ، وأثبته من (ب) و (ج) .
٧ البيت من الوافر، وقائله عمرو بن أحمر الباهلي، يذكر جماعة من قومه لحقوا بالشام، فرآهم في منامه. والضمير في قوله: (أراهم) يرجع إلى هؤلاء القوم.
تجافى: ارتفع، انخزل: ذهب وانقطع، ينظر شعر ابن أحمر ص ١٣٠.
والبيت في الأمالي الشجرية ١/١٣٧ وشرح الألفية لابن الناظم ص ٢١٠ وتوضيح المقاصد ١/٣٨٧ وشفاء العليل ١/٣٩٦ والعيني ٢/٤٢١ والتصريح ١/٢٥٠ وهمع الهوامع ١/١٥٠ وشرح الأشموني ٢/٣٤.
والشاهد فيه نصب (رأى) الحلمية لمفعولين وهما الضمير في قوله: (أراهم) و (رفقتي) وذلك إجراء لها مجرى (رأى) القلبية، لأن كلا منهما إدراك بالباطن.

<<  <  ج: ص:  >  >>