للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو بما لفظه الخبر، نحو (حسبُك حديثٌ يَنَمْ الناسُ) ١.

وشرط الجزم بعد النهي أن يكون الجزاء محبوبا٢. نحو (لا تدنُ من الأسد تسلمْ) ، فالسلامة منه أمر محبوب. وكذا في (لا تكفر تدخلْ الجنة) فدخولها أمر محبوب. وعلى هذا فلا يصح أن تقول: لا تدن من الأسد يأكلْك، ولا تكفرْ تدخلْ النار٣.

ويعبر عن هذا أيضا بأن شرط جزم الجواب بعد النهي أن يصح إقامة شرط منفي مقامه.

وخالف الكسائي٤ في هذا الشرط، فجوّز الجزم في نحو لا تدن من الأسد يأكلْك، ولا تكفر تدخلْ النار، بتقدير: (إنْ تدنُ) و (إنْ تكفرْ) .


١ أي اكفف عن الحديث ينم الناس، (فحسبك) لفظه لفظ الخبر ومعناه الأمر.
٢ وقد جعل له العلماء ضابطا، هو وضع (إنْ) الشرطية قبل (لا) مع صحة المعنى.
٣ أي بالجزم، قال سيبويه ٣/٩٧: (فإن قلت: لا تدن من الأسد يأكلك فهو قبيح إن جزمت، وليس وجه كلام الناس، لأنك لا تريد أن تجعل تباعده من الأسد سببا لأكله فإن رفعت فالكلام حسن) . وهذا هو مذهب جمهور العلماء.
ينظر المقتضب ٢/٨٣ وشرح المفصل ٧/٤٨ وهمع الهوامع ٢/١٤.
٤ قول الكسائي في شرح الكافية للرضي ٢/٢٦٧، وفيه قال الرضي: (وليس ما ذهب إليه الكسائي ببعيد لو ساعده نقل) . قلت: وقد ذهب السهيلي إلى ما ذهب إليه الكسائي. ينظر أمالي السهيلي ص ٨٥ وتوضيح المقاصد ٤/٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>