للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُستَحْسَنُ العَوَرُ ".

فالضرب طريق من طرق العلاج، ينفع في بعض الحالات مع بعض النفوس الشاذة المتمردة، التي لا تفهم الحسنى، ولا ينفع معها الجميل.

العبد يُقْرَعُ بالعَصا ... والحُرُّ تَكْفِيه الإشارة

وقال بشار: * الحُرُّ يُلْحَى (١١١٧) والعصا للعبد*

وقال ابن دُرَيد:

واللوم للحر مقيم رادع والعبد لا يردعه إلا العصا (١١١٨)

[إن من النساء، بل من الرجال من لا يقيمه إلا التأديب، ومن أجل ذلك وُضِعت العقوبات، وفتحت السجون.

إن مشروعية هذا التأديب لا يستنكرها عقل ولا فطرة حتى نحتاج إلى تأويلها، إنما هي مجرد أمر يُحتاج إِليه في حالة " فساد البيئة "، وغلبة الأخلاق الفاسدة، إذا رأى الرجل أن رجوع المرأة عن نشوزها يتوقف عليه، فإذا صلحت البيئة، وصار النساء يعقلن النصيحة، ويستجبن للوعظ، أو يزدجرن بالهجر فيجب الاستغناء عن الضرب، فلكل حال حكم يناسبها في الشرع، مع أن الأصل هو الرفق بالنساء على كل حال، وتحمل الأذى منهن، والله أعلم.

أما هؤلاء الذين يتأففون من حكم الله عز وجل، وشريعته، فهؤلاء قوم لم يعرفوا حياة " الأسرة "، ولم يخبروا واقعها، وما يصادفها في بعض الأحيان من المشكلات، إنما هم قوم متملقون لعواطف بيئة خاصة من النساء يعرفونها هم، ويعرفها الناس جميعًا، يتظاهرون أمام هذه الفئة بالحرص على


(١١١٧) يُلْحَى: أي يُلام، وانظر: " الجامع لأحكام القرآن" (٥/١٧٤) .
(١١١٨) بتصرف من " ماذا عن المرأة؟ " ص (١٣٧- ١٣٩) ، و" روائع البيان" (١/٤٧٤ - ٤٧٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>