للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذَاتَ لَهَبٍ} (١) (٢) وأمره مع ذلك بالإيمان، فأوجب عليه أن يعلم أنه لا يؤمن، وأن الله صادق في إخباره عنه أنه لا يؤمن. وأمره مع ذلك أن يؤمن ولا يجتمع الإيمان والعلم بأنه لا يكون ولا يقدر القادر على أن يؤمن وأن يعلم أنه لا يؤمن، وإذا كان هذا هكذا، فقد أمر الله سبحانه أبا لهب بما لا يقدر عليه، لأنه أمره أن يؤمن وهو (٣) يعلم أنه لا يؤمن.

١٩ - مسألة: ويقال لهم: أليس أمَرَ الله عز وجل بالإيمان من علم أنه لا يؤمن؟ فمن قولهم: نعم، يقال لهم: فأنتم قادرون على الإيمان ويتأتى


(١) سورة المسد، آية: [١ - ٣].
(٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: واحتجاجهم بقصة أبي لهب حجة باطلة؛ فإن الله أمر أبا لهب بالإيمان قبل أن تنزل السورة، فلما أصر وعاند استحق الوعيد، كما استحق قوم نوح حين قيل له: {أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ}، وحين استحق الوعيد أخبر الله بالوعيد الذي يلحقه. ولم يكن حينئذ مأموراً أمراً يطلب به منه ذلك، والشريعة طافحة بأن الأفعال المأمور بها مشروطة بالاستطاعة والقدرة». مجموع الفتاوى ٨/ ٤٣٨
(٣) في ب. و. وأنه يعلم أنه لا يؤمن.

<<  <   >  >>