للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد خصت الآية البشر دون غيرهم ممن ليس من جنس البشر، ولو كانت الآية عامة للبشر وغيرهم كان أبعد من الشبهة، وإدخال الشك على من [يسمع] (١) [الآية (٢) أن يقول: ما كان لأحد أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب (٣)


(١) ما بين القوسين التصحيح من باقي النسخ وبيان التلبيس ٤/ ٤٥٨، وفي النسخة المعتمدة «أ» نسمع وما أثبته أصح.
(٢) ما بين القوسين زياد من ب. و.
(٣) قال شيخ الإسلام ابن تيمية معقباً بعدها: إن أئمة هذا الرازي كالأشعري وغيره هو أيضاً ممن يثبت الرؤية والاحتجاب، وأن الله فوق العرش. انظر بيان التلبيس ٤/ ٤٥٧. وقال في موضع آخر: وهذا تصريح منه باحتجابه بالأجسام المخلوقه، وهذا عند منازعيه من نفاة أصحابه وغيرهم تستلزم أن يكون جسمأً متحيزاً. انظر بيان التلبيس ٣/ ٧٤٥، وقال أيضا: فقد حكى الأشعري إجماع المسلمين على أن الله فوق العرش، وأن خلقه محجوبون عنه بالسموات، وهذا مناقض لقول من يقول: إنه لا داخل العالم ولا خارجه، فإن هؤلاء يقولون: ليس للعرش به اختصاص، وليس شيء من المخلوقات يحجب عنه شيئاً، ومن أثبت الرؤية منهم إنما يفسر رفع الحجاب بخلق إدراك في العين، لا أن يكون هناك حجاب منفصل يحجب العبد عن الرؤية. انظر الدرء ٦/ ٢٠٦)، وقال أيضاً: فهذا كله من كلام الأشعري مثل احتجاجه بما ذكره عن المسلمين جميعاً من قولهم: إن الله احتجب بسبع سموات. على أنه فوق العرش، وهو إنما احتجب عن أن يراه خلقه، لم يحتجب عن أن يراهم هو، فعلم أن هذا يحجب العباد عن رؤيته، وهذا يقتضي أنهم يرونه برفع هذه الحجب، وذلك يقتضي أنه يرى في الجهة، فإن من يثبت رؤيته في غير جهة من الرائي لايقول بجواز الحجب المنفصلة أيضأ كما تقدم. انظر بيان تلبيس الجهمية (٤/ ٤٦٢). وقال شيخ الاسلام في موضع آخر: فهذا الأشعري أثبت بذلك أن الحجاب قد يكون خاصًا لبعض المخلوقات دون بعض، وهذا يدل على ثبوت الحجاب المنفصل عن المخلوقات إذ الحجاب الذي هو عدم خلق الرؤية لا يختص بنوع دون نوع، واستدل بذلك على أن الله بائن من خلقة؛ فوق العرش، إذ لايمكن حجب بعض المخلوقين عنه إلا على هذا القول، دون من ينكر ذلك، ويقول: إنه بذاته في كل مكان، أو إنه لا داخل العالم ولا خارجه، فإن نسبة جميع الخلق إليه واحدة في ثبوت هذا الحجاب، ونفيه. انظر بيان التلبيس (٨/ ١٤٩).

<<  <   >  >>