أخرجه ابن جرير من "تفسيره" (٢٣-١٣٧- الفكر) من طريقين: ص٨٢ الأول: عن مسعر بن عبد الكريم، عن موسى بن أبي كثير، عن ابن عباس ... بنحوه.
وفي السند انقطاع: موسى بن أبي كثير لم يسمع عن ابن عباس. انظر: "التقريب" (ص٥٥٣) ، حيث جعله في الطبقة السادسة، وهم الذين لم يثبت لقاؤهم لأحد من الصحابة؛ كما نص في المقدمة. الثاني: عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي المتوكل، عن أيوب بن صفوان، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل؛ أن ابن عباس ... وساقه. وفي السند سعيد: مدلس وقد اختلط. وأبو المتوكل: هو المتوكل، ترجمته في " الجرح والتعديل" (٨/٣٧٢) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وترجمته في " تعجيل المنفعة" (صلى الله عليه وسلم٣٩١) ، وحكم بجلالته، ونقل عن أبي حاتم الحكم بجلالته، وليس كذا في كتابه، ولعله انحراف بصر إلى الترجمة التالية في كتابه " الجرح والتعديل". والله أعلم. وأيوب له ترجمة في "الجرح والتعديل" (٢-٢٥٠) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (ط/٥٣) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن أيوب بن صفوان عن عبد الله بن الحارث؛ أن ابن عباس ... وساقه. قلت: في السند سعيد وأيوب، ولم يذكر متوكلاً، وهذا من تخليط سعيد؛ فإنه اختلط. والأثر بهذين الإسنادين يرتقي إلى مرتبة الحسن لغيره، ويتأكد هذا الحكم بالشواهد الآتية: ١) أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (٣/٧٩) عن معمر عن عطاء الخراساني؛ قال: قال ابن عباس: "لم يزل في نفسي من صلاة الضحى شيء حتى قرأت {سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق} . قلت: هذا سند حسن إلى عطاء، لكن رواية عطاء عن الصحابة مرسلة منقطعة. "تهذيب التهذيب" (٧/٢١٢) . ٢) أخرج الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٤/٤٠٦) ، وفي "الأوسط" (٦/٦٣-٦٤-مجمع البحرين) من طريق أبي بكر الهذلي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس؛ قال: كنت أمر بهذه الآية فما أدري ما هي؛ {العشي والإشراق} ، حتى حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فدعا بوضوء في جفنة، كأني انظر إلى أثر العجين فيها، فتوضأ، فقام فصلى الضحى، فقال: "يا أم هانئ! هي صلاة الإشراق". قلت: أبو بكر الهذلي إخباري متروك الحديث كما في "التقريب" (ص٦٢٥) ، ورفعه منكر، والصواب وقفه. ٣) وهناك جملة من الشواهد أوردها السيوطي في "الدر المنثور" (١٥٠٧- ١٥١) ، وانظر: "المصنف" لابن أبي شيبة (٢/٤٠٧- ٤٠٨) .