قال أبو العباس: وإنما سُمي القباع؛ لأنه تولى البصرة فغيَّر على الناس مكايلهم، فتظر إلى مكيال صغير في مرآة العين قد أحاط بدقيق استكثره، فقال: إن مكيالكم هذا لقباع، والقباع: الذي يُخفى أو يَخفي ما فيه.
وأنشد المزي لأبي الأسود:
أمير المؤمنين أبا بكير ... أرضنا من بقاع بني المغيره
وهو غير جيد. . . .، وأنمثمده المبرد وغيره، فينظر. وفي "تاريخ البخاري": هو والد عبد الرحمن.
وذكره ابن حبان في جملة الثقات، وخرج حديثه في "صحيحه". وقال ابن سعد: كان قليل الحديث، ذكره في الطبقة الأولى من المكيين.
وفي كتاب "السنن" لأبي بكر الأثرم الحافظ: عن يوسف بن مهران: أن أم الحارث لما ماتت، وكانت نصرانية، سأل ابن عمر، فقال: أحسن ولايتها، وكفنها، واتبعها، ولا تُصلّ عليها، ولا تقم على قبرها. وفي "تاريخ دمشق" عن الشعبي: ماتت أم الحارث وهي نصرانية فشهدها، فشيَّعها ناس من أصحاب محمد صلى اللَّه عليه وسلم.
قال أبو القاسم: وذكره يحيى بن معين في تابعي أهل مكة.
وقال خليفة: أُمّه فراسية. قال أبو القاسم: وقد حدث الحارث عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم، ولا أدري سماع أو غير سماع، وفيه يقول الفرزدق: [الطويل]
أَحارِثُ داري مَرَّتَينِ هَدَمتَها ... وَكُنتَ ابنُ أختٍ لا تُخاف غَوائِلُه
وَأَنتَ امرُؤٌ بَطحاءُ مَكَّةَ لَم يَزَل ... بِها مِنكُمُ مُعطي الجَزيلِ وَفاعِلُه
قال: وتزوج رجل من الموالي امرأة من العوب، ففرَّق الحارث بينهما وهدم داره، فأتى المولى ابن الزبير، فقال: [مجزوء الكامل]
هَذَا مُقَامُ مُطَرَّدٍ ... هُدِمَتْ مَسَاكِنُه وَدُورُهْ
رَقا عَلَيْهِ عُداتُه ... ظلمًا فَعَاقَبَهُ أَمِيرُهُ
في أن شربت بخمر ماء ... كان محلالا غديره
فكتب إليه، أن يردها إليه.
قال: وجلد الحارث مرة بن محكان السعدي في بعض أحداثه، وكان يقطع الطريق، فقال مرة: [الطويل]
عَمَدتَ فَعاقَبتَ امرءًا كانَ ظالِمًا ... فَأَلهَبَ في ظَهري القِباع وَأَوقَدا