سمعت محمد بن يحيى يقول: أصحاب نافع ثلاثة: أيوب، وعبيد اللَّه، ومالك، قال: وسمعت عمرو بن محمد، سمعت الحسين بن الفضيل، سمعت عَفَّان بن مسلم يقول: كان حماد بن سلمة لا يقدم أحدًا على أيوب.
وزعم ابن الأثير وابن أبي أحد عشر في كتاب "الجمع بين الصحيحين" أنه تُوفي سنة ثلاثين ومائة، قال ابن الأثير: ويُقال: سنة تسع وعشرين.
وفي "كتاب المنتجيلي" قال حماد بن زيد: كان قميص أيوب يَشم الأرض، هروي جيد، وطيلسانه كردي، وله رداء عدني، ونعل مخصرة حمراء، وقلنسوة تركية، وله شعر وارد، وشارب واف، لو استسقاكم على السنة شربة ماء ما سقيتموه. وكان مولى عمار، وعمار مولى عنزة فهو مولى مولى، وكان كثير شحم البطن. قال: وقال ابن مهدي: أيوب حُجَّة أهل البصرة، وقال شعبة: ما حدثتكم عن أحد ممن تعرفون وممن لا تعرفون إلا وأيوب ويونس وابن عون خير منهم، وكان أيوب يفتح دكانه ويبسط بساطه ويقول: ما أبالي رزقت أم أرزق فقد تعرضت للرزق.
وقال حميد المجند: مات عمي فدعوت أيوب يُغسله فكشف الثوب عن وجهه ليقبله -وكانت عادته- فلما رآه وَلَّى، فسألته فقال: إن عمك رأيته يمشي مع مبتدعِ، وكان يحج ويعتمر في كل سنة، وكان يقول: ليزيدني حُبًّا لشهود الموسم، وحضوره أنْ أَلْقَى إخواني، وكان يقول: ذكرت وما أحب أن أذكر وقال شعبة: ربما ذهبت مع أيوب في الحاجة فأريد أَنْ أمشي معه فلا يدعني ويخرج فيمشي هاهنا وهاهنا لئلا ينظر له.
وكان يقول: يَنْبَغِي للعالم أَنْ يضع التراب على رأسه تَواضعًا للَّه. وقال ابن عون: كان محمد ابن سيرين يقول لأيوب: ألا تزوج؟ ألا تزوج؟ فشكا أيوب ذلك إليَّ فقال: إذا تزوجت فمن أين أنفق؟ فذكر ذلك لمحمد فقال: يرزقه اللَّه تعالى. قال: فتزوج فرأيته بعد ذلك وفي سُفرته الدجاج. وبكى أيوب مرة فأمسك بأنفه، وقال: هذه الزكمة ربما عرضت، وبكى مرة أخرى فاستبان بكاؤه، فقال: إن الشيخ إذا كبر مج.
وقال حماد: كان الوليد بن يزيد قد جالس أيوب بمكة قبل الخلافة، فلما استخلف جعل أيوب يقول في دعائه: اللهُمَّ أنسه ذكري. قال ابن مهدي: هذا دعاء العقلاء. وقال حماد: أيوب عندي أفضل من جالسته وأشدهم اتباعًا للسُّنَّة. وقال سفيان بن عيينة: سمعت أيوب يقول: أجرأ الناس على الفُتْيَا أقلهم علمًا باختلاف العلماء، وأكف الناس عن الفُتيا أعلمهم باختلاف العلماء. وقال حماد: كان يبلغ أيوب بموت الرجل من أهل