مما لا يختلف فيه اثنان فاهمان للأسلام حق فهمه أن مفهوم الإسلام بحاجة إلى التصحيح لدى كثير من المسلمين في قارة إفريقيا وغيرها من القارات ولعل إنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بهذا المستوى العالمي يعتبر عنوانا بارزا في دور التصحيح إن وفق المسئولون فيها وأحسنوا التصرف في استغلالها في ميدان التصحيح لأن تجمع أبناء المسلمين من أقطار الدنيا في هذه الجامعة الفتية ليدرسوا منهجا موحدا في جو إسلامي كهذا ثم ليرجعوا إلى ديارهم ليفقهوا قومهم. فهذا العمل بحق نوع من أنواع التصحيح إن صدق طلاب الجامعة وأخلصوا عملم لله ونهجوا وأنصفوا وهو المتوقع منهم بإذن الله.
ولقد أدركت الجامعة الإسلامية وإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض حاجة القارة الأفريقية الماسة إلى هذا التصحيح وقدرتا ذلك كما يجب. فتقديرا منهما بتلك الحاجة قد اتفقتا على التعاون والتنسيق العمل التصحيحي فيما بينهما بأن تختار الجامعة الإسلامية من خريجيها من يحصل بهم المقصود فتقدمهم لرياسة إدارة البحوث العلمية بالرياض لتبعثهم إلى القارة شرقها وغربها ووسطها. وهو كما ترى؟ تعاون إسلامي مشكور ومثمر بإذن الله إلا أنه لا يزال بحاجة إلى مزيد من التخطيط والتنظيم فنسأل الله تعالى مزيد التوفيق للمسئوولين في كل من الجامعة وإدارة البحوث حتى يتم تنظيم هذا العمل الجليل أكثر من ذي قبل ليتحقق الغرض الذي نظم التعاون من أجله على أحسن وجه وهو تجديد وتصحيح مفهوم الإسلام لدى جمهور المسلمين وإزالة تلك الرواسب الوثنية التي علقت بعقيدتهم