للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثال الإجمال بسبب الإبهام في اسم جمع قوله تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا} ١ الآية، قال -رحمه الله تعالى- في تفسيرها: "لم يبين هنا مَن هؤلاء القوم؛ ولكنه صرح في سورة الشعراء بأن المراد بهم بنو إسرائيل؛ لقوله في القصة بعينها: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرائيل} ٢ الآية، وأشار إلى ذلك هنا بقوله بعده: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ} ٣ الآية" ٤.

ومثال الإجمال بسبب الإبهام في صلة موصول قوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: ٧] قال -رحمه الله تعالى- في تفسيرها: "لم يبين هنا مَن هؤلاء الذين أنعم الله عليهم، وبيَّن ذلك في موضع آخر بقوله: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} "٥.

ومثال الإجمال بسبب الإبهام في معنى حرف قوله تعالى: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} ٦، وقال -رحمه الله تعالى- في تفسيرها: "عبر في هذه الآية الكريمة بمن التبعيضية الدالة على أنه ينفق لوجه الله بعض ماله لا كله، ولم يبين هنا القدر الذي ينبغي إنفاقه، والذي ينبغي إنفاقه هو الزائد على الحاجة وسد الخلة التي لا بد منها، وذلك كقوله: {وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} ٧، والمراد بالعفو: الزائد على قدر الحاجة التي لا بد منها على أصح التفسيرات، وهو مذهب الجمهور"٨.


١ سورة الأعراف: من الآية ١٣٧.
٢ سورة الشعراء: من الآية ٥٩.
٣ سورة الأعراف: من الآية ١٣٧.
٤ أضواء البيان: محمد الشنقيطي ج٢ ص٢٩٧.
٥ أضواء البيان: الشنقيطي ج١ ص٣٥، والآية من سورة النساء: ٦٩.
٦ سورة البقرة: من الآية ٣.
٧ سورة البقرة: من الآية ٢١٩.
٨ أضواء البيان: محمد الشنقيطي ج١ ص٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>