للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو لم يجئ بعد ذلك بأن "حكم الوقت" فيما مضى من تاريخ البشرية لم ينضح ليقضي بمثل هذا اليقين وإنه لآتٍ لا رب فيه, وبمثل هذا اليقين يجيء العلم الذي هو سبب الرزق١.

وجاءت الثنائية بمفهوم الساعة. قال محمود طه: "والساعة ساعتان: ساعة التعمير وساعة التخريب ... فأما ساعة التعمير فهي لحظة مجيء المسيح ليرد الأشياء إلى ربها حسا ومعنى, وليملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ... يومئذ يظهر الإسلام على جميع الأديان ...

وأما ساعة التخريب فهي لحظة مجيء المسيح للمرة الثانية ليرد الأشياء إلى الله حسا وقد أبطأ المعنى وذلك: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} ٢، والساعتان منضويتان في بعضهما في سياق القرآن فهو عندما يقول: "الساعة" إنما يعني المعنى القريب للساعة وهي ساعة التعمير والمعنى البعيد للساعة وهي ساعة التخريب, وإنما يقع التمييز بينهما عند القادرين عليه بفضل الله, ثم بفضل التفريد في التوحيد"٣.

وجاءت الثنائية أيضا في الزواج, وهما عنده: الزواج في الحقيقة والزواج في الشريعة، وقال: عامله الله بعدله عن الزواج في الحقيقة أنه زواج الإنسان الكامل بالله، وقال: "وتكون ثمرة العلاقة بين الذات القديمة وزوجها -الإنسان الكامل- المعارف اللدنية"٤، أما الزواج في الشريعة فهو الزواج المعروف بين الرجل والمرأة.

وإذا ضممنا إلى هذه المبادئ تقسيمه الإسلام إلى قسمين: "مرحلة الإيمان" الرسالة الأولى، و"مرحلة الإسلام" الرسالة الثانية, وقوله: "فأما مرحلة


١ الدين والتنمية الاجتماعية: محمود طه ص١٤ و١٥.
٢ سورة الأنبياء: الآية رقم ١٠٤.
٣ القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري: محمود محمد طه ص١٨٠.
٤ تطوير شريعة الأحوال الشخصية: محمود محمد طه ص٥٩ و٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>