للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٦- الإسرائيليات في هدية ملكة سبأ لسيدنا سليمان:

ومن الإسرائيليات: ما ذكره كثير من المفسرين كابن جرير، والثعلبي، والبغوي، وصاحب الدر، في الهدية التي أرسلتها بلقيس إلى سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام وإليك ما ذكره البغوي في تفسيره، وذلك عند تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل: الآية ٣٥] .

قال البغوي:

فأهدت إليه وصفاء ووصائف، قال ابن عباس: ألبستهم لباسا واحدا كي لا يعرف الذكر من الأنثى، وقال مجاهد: ألبس الغلمان لباس الجواري، وألبس الجواري لبسة الغلمان، واختلفوا في عددهم، فقال ابن عباس: مائة وصيف، ومائة وصيفة١، وقال مجاهد ومقاتل: مائتا غلام، ومائتا جارية، وقال قتادة وسعيد بن جبير وغيرهما: أرسلت إليه بلبنة من ذهب في حرير، وديباج ...

وقال وهب وغيره: عمدت بلقيس إلى خمسمائة غلام، وخمسمائة جارية، فألبست الغلمان لباس الجواري، وجعلت في سواعدهم أساور من ذهب، وفي أعناقهم أطواقا من ذهب، وفي آذانهم أقراطا، وشنوفا مرصعات بأنواع الجواهر، وألبست الجواري لباس الغلمان: الأقبية والمناطق، وحملت الجواري على خمسمائة رمكة٢، والغلمان على خمسمائة برذون٣ على كل فرس لجام من ذهب مرصع بالجواهر، وغواشيها من الديباج الملون، وبعثت إليه خمسمائة لبنة من ذهب وخمسمائة لبنة من فضة، وتاجا مكللا بالدر، والياقوت، وأرسلت إليه المسك والعنبر والعود وعمدت إلى حقة، فجعلت فيها درة ثمينة غير مثقوبة، وخرزة مثقوبة معوَجَّة الثقب، وأرسلت مع الهدية رجالا من عقلاء قومها، وكتبت معهم كتابا إلى سليمان بالهدية، وقالت: إن كنت نبيا فميز لي بين الوصائف والوصفاء، وأخبرني بما في الحقة قبل أن تفتحها، واثقب الدر ثقبا مستويا، وأدخل خيطا في الخرزة المثقوبة من غير علاج إنس ولا جن، ورووا أيضا: أن سليمان عيه


١ أي: خادم، وخادمة.
٢ أنثى البغال.
٣ البغل.

<<  <   >  >>