و "المنتخب" لكراع النمل، و "الجمهرة" لابن دريد في أبوابها الأخيرة.
وأما الفريق الثاني فلم يصل بمؤلفاته -حتى القرن الرابع الهجري- إلى مرتبة المعجم الكامل الذي يحصر الأبنية "سواء كانت للأسماء أو الأفعال" ويوزع تحت كل بناء ما يخصه من ألفاظ، وإنما كانت مؤلفاته خاصة ببعض الأبنية دون بعض.
وانحصرت جهود اللغويين في هذه الناحية فيما يأتي:
"أ" التأليف في أبنية المصادر: وأول من ألف في ذلك الكسائي "ت سنة ١٨٢ هـ أو سنة ١٨٣ هـ"، ثم النضر بن شميل "ت سنة ٢٠٣ هـ"، والفراء "ت سنة ٢٠٧ هـ" وخص كتابه بمصادر القرآن، وأبو عبيدة "ت سنة ٢٠٩ هـ"، والأصمعي "ت سنة ٢١٣ هـ" وأبو زيد "ت سنة ٢١٥ هـ" ونفطويه "ت سنة ٣٢٣ هـ"١.
"ب" التأليف في أبنية الأفعال: ولا نعرف مؤلفًا واحدًا منها تعرض للأفعال جملة، إذ لم يبدأ التأليف في ذلك إلا بعد الفارابي "قرن ٤هـ" الذي سنخصه بحديث مفصل فيما بعد.
وإنما نجدها تناولت صيغًا خاصة من الأفعال، ونجد صيغتين اثنتين من بين هذه الصيغ تجتذبان اهتمام اللغويين فيؤلفون فيهما، وهما صيغتا "فعل وأفعل". ومن أول من ألف فيهما قطرب "ت سنة ٢٠٦ هـ" والفراء، وأبو عبيدة، وأبو زيد، والزجاج "ت سنة ٣١١هـ" وابن دريد "ت سنة ٣٢١ هـ". وأقدم كتاب وصلنا منها هو "فعلت