للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

منهجه، فقد خالفه في حملته الشديدة على الفيروزآبادي حيث خفف كثيرًا من حدتها وتجنب استعمال العبارات الجارحة.

وكانت طريقة صاحب التاج أن يضع عبارة "القاموس المحيط" بين قوسين ثم يورد شروحه وأقواله واستشهاداته وتعليقاته خارج الأقواس، محاولًا الملاءمة بين ما يقوله وما هو من كلام القاموس حتى لا ينقطع السياق.

وبرغم أن "تاج العروس" شرح للقاموس فلقد ظهرت شخصية الزبيدي فيه إلى حد جعله يفوق مجرد شرح أو تعليق، ويعتبره اللغويون كتابًا مستقلًّا، ومعجمًا قائمًا بذاته١. وقد ختم الزبيدي بمعجمه هذا عهد المعجمات المطولة، ورجع في تأليفه إلى حوالي خمسمائة مرجع ذكر أهمها في مقدمته.

وتشمل إضافات الزبيدي على القاموس ما يأتي:

١- ذكر الشواهد التي أغفلها القاموس.

٢- رد بعض الاقتباسات إلى أصولها أو مصادرها الأولى.

٣- الاستدراك على الفيروزآبادي فيما أغفله من مواد أو كلمات أو معان. وكان من عادة المؤلف أن يختم المادة بما استدركه قائلًا: ومما يستدرك عليه.

وقد تم طبع تاج العروس عام ١٣٠٧ هـ "١٨٨٩ م" بعد محاولة بدأت سنة ١٢٨٧ هـ٢. ويعاد طبعه الآن بالكويت طبعة علمية محققة وصلت عام ١٩٨٦ إلى الجزء الثالث والعشرين.


١ عبد الله درويش: المعاجم العربية ص ١٠٧، وحسين نصار: المعجم العربي ٢/ ٦٣٩ وما بعدها.
٢ عدنان الخطيب ص ٤٦.

<<  <   >  >>