للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حسب رأي بعض الرحالة أن المدينة كانت مستديرة وأن سورها كانت به ثمانية أبواب، ومن هذه البقايا أيضًا يمكننا أن نستنتج أن أهل سبأ الذين اتخذوا مأرب عاصمة لهم١ وصلوا إلى مرحلة متقدمة في فن المعمار، وفي فن نحت التماثيل؛ كما أن من بين النصوص ما يشير إلى أن أحد الملوك بنى حائطًا حول مأرب بناءً على أمر ومعونة الإله عشتر٢.

ومن المخلفات الأثرية في هذه المناطق وما جاورها من مناطق أثرية أخرى بعض اللوحات المزخرفة المنقوشة وبعض التوابيت الحجرية مما يدل على أن أهل سبأ استخدموا التوابيت في دفن موتاهم، ولا بد أنهم اعتقدوا بالبعث؛ لأن بعض المقابر التي كشفت بفعل السيول وغيرها كانت تحتوي على كثير من الأثاث الجنزي إلى درجة أن أهل المنطقة اعتقدوا بأن الموتى كانوا من التجار الذين دفنوا ومعهم بضائعهم؛ ولذا يطلقون على هذه القبور اسم مقابر البياعين٣.

ومن الواضح في فنون البناء والنقش في تلك المنطقة أن هناك تأثيرات توحي بوجود اتصالات بينها وبين بلاد النهرين وسوريا واليونان


١ كانت العاصمة أولًا صرواح، انظر كتاب المؤلف: "معالم تاريخ الشرق الأدنى القديم" "الإسكندرية، سنة: ١٩٦٨" "ص٢٥٨".
٢ كانت الديانة الرئيسية لدى شعوب جنوب بلاد العرب تعتمد أساسًا على ثالوث من الكواكب يتمثل في الإله الأب وهو القمر "الموقاه" والإلهة الأم وهي تسمى "ذات حميم أو ذات بعدان" والإله الابن وهو نجم الزهراء "عشتر"، انظر:
أحمد فخري: اليمن ماضيها وحاضرها "القاهرة: ١٩٥٧"، "ص٥٦".
٣ المرجع السابق "ص١٢٢".

<<  <   >  >>