هَذَا من فضل رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أم أكفر) وَلم يقل هَذَا من كَرَامَتِي ثمَّ قَرَأَ إِن رَبِّي غَنِي كريم ثمَّ ذكر قَارون وَمَا أُوتِيَ من الْكُنُوز فَقَالَ إِنَّمَا أُوتِيتهُ عَلَى علم عِنْدِي قَالَ بلغنَا أَنه أُوتِيَ الْكُنُوز وَالْمَال حَتَّى جعل بَاب دَاره من ذهب وَجعل دَاره كلهَا من صَفَائِح الذَّهَب وَكَانَ الْمَلأ من بني إِسْرَائِيل يَغْدُونَ إِلَيْهِ وَيَرُوحُونَ يُطعمهُمْ الطَّعَام وَيَتَحَدَّثُونَ فَكَانَ مُؤْذِيًا لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَلم تَدعه الْقَسْوَة وَالْبَلَاء حَتَّى أرسل إِلَى امْرَأَة من بني إِسْرَائِيل مَذْكُورَة بِجَمَال مَعْرُوفَة بِأَفْعَال لَهَا هَل لَك فِي أَن أُمَوِّلك وَأُعْطِيك وَأَخْلِطك بِنِسَائِي عَلَى أَن تَأتِينِي وَالْمَلَأ من بني إِسْرَائِيل عِنْدِي فتقولين يَا قَارون أَلا تنْهَى مُوسَى عني فَقَالَت بلَى قَالَ فَلَمَّا جَاءَ أَصْحَابه واجتمعوا عِنْده دَعَاهَا فَقَامَتْ عَلَى رُءُوسهم فَقلب الله قَلبهَا وَرِزْقهَا التَّوْبَة فَقَالَت مَا أجد الْيَوْم تَوْبَة من أَن أكذب عَدو الله وأبرئ رَسُول الله فَقَالَت إِن قَارون بعث إِلَيّ وَقَالَ لي كَيْت وَكَيْت وَإِنِّي لم أجد الْيَوْم تَوْبَة فضلا من أَن أكذب عَدو الله وأبرئ رَسُول الله قَالَ فَنَكس قَارون رَأسه وَعرف أَنه قد هلك وَفَشَا الحَدِيث فِي النَّاس حَتَّى بلغ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ شَدِيد الْغَضَب فَلَمَّا بلغه ذَلِك تَوَضَّأ وَصَلى وَسجد فَبَكَى وَقَالَ يَا رب عَدوك قَارون كَانَ لي مُؤْذِيًا وَذكر أَشْيَاء ثمَّ لم ينْتَه حَتَّى أَرَادَ فَضِيحَتِي يَا رب سَلطنِي عَلَيْهِ قَالَ فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ أَن أَمر الأَرْض بِمَا شِئْت فَتُطِيعك فجَاء مُوسَى يمشي إِلَى قَارون فَرَآهُ قَارون فَعرف الْغَضَب فِي وَجهه فَقَالَ يَا مُوسَى ارْحَمْنِي ثمَّ قَالَ مُوسَى للْأَرْض خُذِيهِمْ قَالَ فَأَخَذتهم الأَرْض إِلَى أَقْدَامهم وَسَاخَتْ دَاره عَلَى قدر ذَلِك فَقَالَ قَارون يَا مُوسَى ارْحَمْنِي فَقَالَ مُوسَى يَا أَرض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم إِلَى ركبهمْ وَسَاخَتْ دَاره فِي الأَرْض عَلَى قدر ذَلِك وَجعل يَقُول يَا مُوسَى ارْحَمْنِي فَقَالَ مُوسَى يَا أَرض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم إِلَى حُلُوقهمْ وَجعل يَقُول يَا مُوسَى ارْحَمْنِي فَقَالَ مُوسَى يَا أَرض خُذِيهِمْ فَخسفَ بِهِ وَبِدَارِهِ وَأَصْحَابه فَقيل لَهُ يَا مُوسَى مَا أفضك أما وَعِزَّتِي لَو إيَّايَ دَعَا لِرَحْمَتِهِ انْتَهَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute