للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل:

وفي استنباط معنى يخصص قولان.

قال ابن الرفعة في الصداق من "المطلب" يظهر أثرهما في مسائل:

منها: قوله صلى الله عليه وسلم "لا تتلقوا الجلب" ١ وقوله صلى الله عليه وسلم "من اشترى ما لم يره" ٢، ونهيه صلى الله عليه سلم عن بيع اللحم بالحيوان٣، وغير ذلك قال: فمن نظر إلى اللفظ أثبت الخيار عند صدق تلقي الجلب وإن لم يحصل غبن وعند موافقة المبيع لما وصف عند رؤيته، وصنع بيع اللحم بحيوان غير مأكول، ومن نظر إلى المعنى عكس الحكم".

قلت: وكذلك "ليس للقاتل من الإرث شيء"، من تعليق بلفظه عمم القاتل - خطأ وبحق وغيرهما من نظر إلى المعنى خصصه.

وكذلك قوله تعالى: {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} ٤ من اعتبر تجرد اللفظ نقض الوضوء بمجرد لمس المحارم، ومن نظر إلى المعنى خصصهن.

وقوله تعالى: {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ} ٥.

من اعتبر اللفظ منع فرار عشرين ضعفاء من المسلمين من تسعة وثلاثين من اعتبر المعنى جوزه.


١ مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ٣/ ١١٥٧ في كتاب البيوع/ باب تحريم تلقي الجلب "١٧/ ١٥١٩".
٢ أخرجه الدارقطني في سنته عن زاهر بن نوح، ثنا عمر بن إبراهيم بن خالد الكردي، ثنا وهب اليشكري عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اشترى شيئا لم يره فهو بالخيار إذا رآه ... " وزاهر بن نوح لا يعرف.
٣ أخرجه أبو داود ٣/ ٢٥٠ في كتاب البيوع/ باب في الحيوان بالحيوان نسيئة حديث "٣٣٥٦" والترمذي ٣/ ٥٣٨ في البيوع / باب من جاء في كراهية بيع الحيوان الحيوان نسيئة "١٢٣٧"، وقال: حسن صحيح، بيع الحيوان بالحيوان نسيئة "٢٢٧٠"، وأحمد في المسند ٥/ ١٢-١٩-٢١ والدارمي في السنن ٢/ ٢٥٤ في البيوع/ باب في النهي عن بيع الحيوان بالحيوان.
٤ النساء "٤٣".
٥ الأنفال "٦٦".