سارية، والجيش من ورائه، فقال له: يا سارية الزم الجبل أي اجعل ظهرك إلى الجبل حتى لا يأتيك العدو من الخلف، وهذه خطة حرب علمه إياه، وهو في غيبة عنه على مسافة أطول من مسافة القصر بعشرات المرات، ومع ذلك سمع سارية عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ولما حضر سألوه نادى عمر في يوم كذا وقال كذا أسمعت؟ فقال: لقد سمعته ولقد انصرفت إلى الجبل وجعلته في ظهر الجيش فنصرنا الله على أعدائنا.
فهذه كرامة يذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من علماء المسلمين لعمر بن الخطاب، وكرامة لسارية ولسائر الجيش، رسم لهم خطة حربية وهو على المنبر في المدينة والجيش يجاهد في سبيل الله، هذا من الكرامات التي وقعت في هذا الحرب قد يكون في الجيش بعض المنافقين، ولكن أيضا يوجد بعض المخلصين، وجيش الرسول صلى الله عليه وسلم قد خرج فيه بعض المنافقين في غزوة تبوك، وأرادوا أن يغتالوه صلى الله عليه وسلم، فالجيوش لا تسلم من أن يكون فيها خائن أو من يدبر سوءا للجيش، وخرج عبد الله بن أبي ابن سلول في غزوة أحد، ومعه كثير من المنافقين، وكثير من ضعفاء القلوب، ولما وصلوا إلى مكان القتال رجع عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين بثلث الجيش، فكادت تحصل فتنة في الجيش، وكادوا ينقسم بعضهم على بعض، وبعضهم يحدث نفسه بالانصراف وفي ذلكم يقول الله جل شأنه:{إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} قد يحدث هذا، وبالفعل قد حدث ذلك في الجيش الذي خرج فيه جماعة من المنافقين، ورجع منه جماعة، فأنزل الله الملائكة وحاربت المشركين كما أنزل ملائكة في غزوة بدر، وكانت الملائكة تنزل في مواطن كثيرة في الحروب، وهذا من الكرامات التي حصلت في غزوة بدر، وحصلت لهم في غير غزوة بدر، وتحصل للمسلمين في الوقت الحاضر، وقد يكون عند إنسان إلهام يلهمه الله إياه