للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

- أن يسب جميع الصحابة أو جمهورهم بما يقدح في دينهم وعدالتهم، كأن ينسبهم إلى الكفر أو الفسق. قال ابن تيمية رحمه الله: "وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا، أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب في كفره، لأنه مكذب لما نصّه القرآن في غير موضع من الرضى والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين" (١) .

- أن يسب الصحابة لأجل صحبتهم. قال ابن حزم رحمه الله: "ومن أبغض الأنصار لأجل نصرتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر" (٢) . وقال السبكي: "إن سب الجميع بلا شك أنه كفر، وهكذا إذا سب واحدا من الصحابة حيث هو صحابي، لأن ذلك استخفاف بحق الصحبة، ففيه تعرض إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -" (٣) .

- أن يقذف عائشة رضي الله عنها، أو إحدى أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم، وهذا لشناعته لا يحتاج إلى دليل، ولا يفتقر إلى تفصيل. نسأل الله السلامة في الدين.

وهنالك أمثلة أخرى في بعضها خلاف (٤) ، والله أعلم.

سب العلماء والصالحين أو الاستهزاء بهم:

لما كان العلماء هم ورثة الأنبياء، وجب توقيرهم واحترامهم ومعرفة مكانتهم التي أحلهم الله فيها، لذلك فالاستهزاء بهم نوعان:

- الاستهزاء بأشخاصهم وصفاتهم الخلقية والخلقية، وهذا حرام.

- الاستهزاء بهم لكونهم علماء، ولما هم عليه من العلم الشرعي، فهذا كفر.

ومن هذا الباب أيضا الاستهزاء بأهل الصلاح والعبادة، أو بأهل البيت النبوي، والله أعلم.

قلت في النظم:

ومن أعاظم المكفرات

إنكار ثابت المغيبات

كالجن والملائك الكرام

والبعث بالأرواح والأجسام

جحد نصوص الوعد والوعيد

أو صرف معناها عن المقصود

إنكار معلوم بالاضطرار

من دين بارئ الدنى الجبار

الشرح:


(١) الصارم المسلول: ٥٨٦.
(٢) الفصل: ٣/٢٧٦.
(٣) فتاوى السبكي: ٢/٥٧٥.
(٤) انظر" نواقض الإيمان القولية والعملية " " ٤١٥.

<<  <   >  >>