للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أقول: قد فشا هذا المنكر العظيم – أعني الاستهزاء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أو بسيرته وسنته – في وسائل إعلامنا، ومنتديات ثقافتنا، بل وفي مدارسنا وشوارعنا. فأين القلوب الحية والأيدي المتوضئة من هذا الضلال والباطل؟!

حكم سب سائر الأنبياء عليهم السلام:

وهذا الناقض مثل الذي قبله، إذا الواجب تجاه الأنبياء عليهم السلام جميعا هو تمام التعظيم والمحبة، وهذا لا يجتمع مع تنقصهم والاستهزاء بهم.

يقول القاضي عياض رحمه الله: " وحكم من سب سائر أنبياء الله تعالى ... واستخف بهم أو كذبهم فيما أتوا به، أوأنكرهم وجحدهم حكمُ نبينا - صلى الله عليه وسلم -" (١) . ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "من خصائص الأنبياء أن من سب نبيا من الأنبياء قتل باتفاق الائمة، وكان مرتدا، كما أن من كفر به وبما جاء به كان مرتدا، فإن الإيمان لا يتم إلا بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله" (٢) . وهذا أمر من الوضوح بمكان.

ادعاء النبوة:

لما كانت النبوة اصطفاء من الله واجتباء، لا دخل فيه لكسب العبد أو رياضته ومجاهدته، فإنه لا يدعيها بغير حق إلا من كان من أسوء أهل الكذب والبهتان، كما قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى: "إن النبوة إنما يدعيها أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين، ولا يلتبس هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين! " (٣) .


(١) الشفا: ٢/٦٤١.
(٢) نقله صاحب " نواقض الإيمان القولية والعملية " ١٨٠.
(٣) المنحة الإلاهية: ٢٠٥.

<<  <   >  >>