للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولكن كانت هذه الأفكار منبوذة لا ينطق بها إلا هؤلاء الذين يعيشون على هامش المجتمع وليس لهم فيه أدنى تأثير. أما الجديد في هذا العصر فهو أن أصحاب هذه الدعوة الكفرية يعقدون المؤتمرات، ويقيمون الندوات، وتفتح لهم وسائل الإعلام، وتنشر أفكارهم في كل مكان.

وهذه الدعوة - كما لا يخفى على كل مسلم - كفر بواح، إذ الإسلام جاء ناسخا للأديان السابقة كلها، وجاء القرآن مهيمنا على الكتب السماوية كلها، وأرسل النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس كافة، كما قال تعالى: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) ، فلا يسع أحدا بعد بعثته - عليه الصلاة والسلام - إلا أن يتبعه ويطيعه.

قال ابن تيمية رحمه الله: " ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين، وباتفاق جميع المسلمين أن من سَوَّغ اتباع غير دين الإسلام، أو اتباع شريعة غير شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب" (١) .

الفصل الأول: نواقض الإيمان في النبوات والمغيبات وأمور أخرى:

قلت في النظم:

سب النبي المصطفى محمد

ذي الفضل والتقى، الرسول الأمجد

أو غيره من السراة الأتقيا

أولي الهدى من رسل وأنبيا

كذا ادعا نبوة بالكذب

أو استهانة ببعض الكتب

واختلفوا في سب صحب المصطفى

والعلما والصالحين الشرفا

الشرح:

ومن نواقض الإيمان (سب النبي المصطفى محمد) - صلى الله عليه وسلم - (ذي الفضل والتقى الرسول الأمجد أو) سب غيره (من السراة) بفتح السين، جمع سري، أو هو اسم جمع كما في القاموس، وهم أهل المروءة والشرف (الأتقيا) مقصور للوزن (أولي الهدى من) بيانية (رسل وأنبيا) مقصور للوزن كذلك.

(كذا ادعا نبوة بالكذب أو استهانة ببعض الكتب) المنزلة من قرآن وإنجيل وتوراة وغيرها، ويدخل في ذلك إنكار كون هذه الكتب منزلة من عند الله، وادعاء كونها من صنع البشر!


(١) مجموع الفتاوى: ٢٨/٥٢٤.

<<  <   >  >>