للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هذه المسألة ضمن نواقض الإسلام العشرة فقال: " الناقض الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} " (١) .

محبة الكفار وموادتهم:

وذلك لأن أساس الولاء والبراء هو الحب والبغض، وذلك أوثق عرى الإيمان كما سبق في الحديث، فلا يجتمع إيمان بالله ورسوله مع موادة أعداء الله وحبهم والتقرب إليهم، خاصة إن كان ذلك فيما هو من خصوصيات دينهم، كما يقع فيه كثير من أهل القبلة في هذا الزمان، لمَّا تجدهم يحبون عادات الفرنجة وتقاليدَهم وأعرافهم، بل وبعض شعائر دينهم من أعياد وغيرها‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!! ويكفي في هذا الباب قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} .

التشبه المطلق بالكفار:

لا يخفى على من تعلم دين الله عز وجل من مظانه الأصلية – بعيدا عن فتاوى وتلبيسات أهل التفرنج المعاصرين – أن التشبه بالكفار من أعظم المحرمات وأخطرها (٢) ، إذ المشاكلة الظاهرة لا بد أن تثمر موادة باطنة؛ كيف لا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من تشبه بقوم فهو منهم "؟! (٣)


(١) مجموعة التوحيد: ٢٤.
(٢) راجع كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم " لابن تيمية، وكتاب "الاستنفار لغزو والتشبه بالكفار "للحافظ أحمد بن الصديق الغماري، فهما كافيان شافيان.
(٣) - رواه أبو داود في اللباس-باب في لباس الشهرة برقم: ٤٠٣١ (٢/٢٥٥) ، وأحمد في مسند المكثرين برقم: ٤٨٦٨.

<<  <   >  >>