للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يقول ابن سبعين - أحد رؤوس هذا المذهب -: " الله لا اسم له إلا الاسم المطلق أو المفروض فإن قلت نسميه بما سمى به نفسه أو نبيه يقال لك: من سمى نفسه "الله" قال لك: إن كل شيء وجميع من تنادي أنا" (١) .

وابن سبعين هذا، هو عبد الحق بن ابراهيم الاشبيلي المرسي الذي يقول عنه ابن دقيق العيد: " جلست مع ابن سبعين من ضحوة إلى قريب الظهر وهو يسرد كلاما ما تعقل مفرداته ولا تعقل مركباته" (٢) .

وأشهر أرباب وحدة الوجود محيي الدين ابن عربي الحاتمي (٣) صاحب فصوص الحكم والفتوحات المكية، وكلامه في الإلحاد والزندقة أشهر من أن ينكر، وأظهر من أن يؤول. فمن ذلك قوله في فتوحاته: "سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها"، قال القاري معلقا: " وهذا كما ترى مخالف لجميع أرباب النحل والملل الإسلامية وموافق لما عليه الطبيعية والدهرية " (٤) .

ويقول ابن عربي أيضا في فصوصه: " ... فقل في الكون ما شئت، إن شئت قلت: هو الخلق وإن شئت قلت: هو الحق، وإن شئت قلت: هو الحق الخلق، وإن شئت قلت لا حق من كل وجه ولا خلق من كل وجه وإن شئت قلت بالحيرة" (٥) .

فتأمل هذا الكفر والاضطراب الذي ينطق به من يسمى عند عامة المتصوفة بالإمام الأكبر والكبريت الأحمر!!

ويقول هذا الرجل في شعر له مسوغا عقيدة وحدة الأديان:

لقد صار قلبي قابلا كل صورة

فمرعى لغزلان ودير لرهبان

وبيت لأوثان وكعبة طائف

وألواح توراة ومصحف قرآن

أدين بدين الحب أنى توجهت

ركائبه فالدين ديني وإيماني (٦)


(١) رسائل ابن سبعين: ١٨٤ بواسطة" مظاهر الانحرافات العقدية": ١/٢٤٨.
(٢) - لسان الميزان: ٤/٢٢٣.
(٣) انظر في ترجمته وكلام العلماء فيه جزءا خاصا للشيخ محمد بن أحمد تقي الدين الفاسي، بتحقيق علي عبد الحميد.
(٤) الرد على القائلين بوحدة الوجود: ٢١.
(٥) - فصوص الحكم:١١٣ بواسطة الانحرافات العقدية: ١/٢٤١.
(٦) - فصوص الحكم: ٣٤٥ بواسطة الانحرافات العقدية: ١/٢٧٨.

<<  <   >  >>