للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان معتمراً وسمعت طائفة قوله آخراً "لبيك بحج" فقالوا كان مفرداً وسمعت طائفة القولين جميعاً فقالوا كان قارناً] ١.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذه المسألة: "ومن تأمّل ألفاظ الصحابة وجمع الأحاديث بعضها إلى بعض واعتبر بعضها ببعض وفهم لغة الصحابة أسفر له صبح الصواب وانقشعت عنه ظلمة الاختلاف والاضطراب والله الهادي لسبيل الرشاد والموفق لطريق السداد"٢ اه.

وتتجلى أهمية الموضوع أيضاً لكونه [يتعلق بقاعدة شريفة عظيمة الجدوى في علم الحديث: وهي الاختلاف الواقع في المتون بحسب الطرق ورد بعضها إلى بعض إمّا بتقييد الاطلاق أو تفسير المجمل أو الترجيح حيث لا يمكن الجمع أو اعتقاد كونها وقائع متعددة] ٣.

ومن أهميته أن الحديث قد يرد مرة مسنداً ومرة مرسلاً أو يختلف اسم الصحابي فمرة عن أنس ومرة عن عبد الله بن عباس فيظن باديء الرأي أنه متابع


١ من كلام المازري المعلم بفوائد مسلم (٢/ ٥٣) وانظر زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم (٢/ ١٠٧ ـ ١٢٢) وطرح التثريب في شرح التقريب للعراقي (٦/ ١٦ ـ ٢٨) وفتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر (٣/ ٤٢١ ـ ٤٣٢) .
٢ نقله عنه ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (٢/ ١٢١) وانظر: اكمال المعلم (٤/٢٣٣) للقاضي عياض والمفهم (٣/٢٩٨) للقرطبي.
٣ من كلام العلائي في نظم الفرائد لما تضمنه حديث ذي اليدين من الفوائد (١١١ ـ ١١٢)

<<  <   >  >>