للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بالنجوم والنياحة" وقال: "النائحة١ إذا لم تتب قبل موتها, تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران, ودرع من جرب".

الفخر في الأحساب: افتخارهم بمفاخر الآباء.

والطعن في الأنساب: إدخالهم العيب في أنساب الناس, تحقيرا لآبائهم, وتفضيلا آباء أنفسهم على آباء غيرهم.

والاستسقاء بالنجوم: اعتقادهم نزول المطر, بسقوط نجم في الغرب مع الفجر, وطلوع آخر يقابله من المشرق, فقد كانوا يقولون: مطرنا بنوء كذا, وقال تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} ٢.

وهذا مفصل في كتب الأنواء٣ بما لا مزيد عليه.

ومعنى قوله في النائحة: " وعليها سربال من قطران": أن الله تعالى يجازيها بلباس من قطران, لأنها كانت تلبس الثياب السود".

وقوله: "درع من جرب": يعني يسلط على أعضائها الجرب والحكة, بحيث يغطي بدنها تغطية الدرع –وهو القميص- لأنها كانت تجرح بكلماتها المحرقة قلوب ذوي المصيبات.

فهذا حديث دل على بطلان ما كان عليه أهل الجاهلية من هذه الخصال الرديئة.


١ في المطبوع: "والناحية أو قال: النائحة".
٢ الواقعة: ٨٢.
٣ انظر: "الأنواء في مواسم العرب" لابن قتيبة, "القول في علم النجوم" للخطيب البغدادي, "الأنواء والأزمنة" لعبد الله بن الحسين الثقفي, "الأزمنة وتلبية الجاهلية" لقطرب.

<<  <   >  >>