للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباس، ولم يذكر فيه طاوسا، ورواية الأعمش أصح، وكذا ذكره البخاري

في كتاب العلل، وخالف وأبى ذلك في جامعه الصحيح، فذكر حديث

منصور أثر حديث الأعمش؛ فيحتاج إلى تأويل ذلك بأن يكون ظهر له

ترجيحه بوجه من الوجوه،/وأظن ذلك؛ لأن شعبة روى عن الأعمش كما

رواه منصور. ذكر ذلك أبو موسى المدني في كتاب الترغيب من حديث أبي

داود الطيالسي، نا شعبة به، ولفظه: " أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس،

وأما الآخر فكان صاحب نميمة " (١) وقال أخره: كذا قال عن الأعمش عن

مجاهد عن ابن عباس، والمحفوظ من حديث الأعمش عن مجاهد عن طاوس،

وفي حديث الأعمش الإسماعيلي من طريق شعبة عنه: ثنا مجاهد قال شعبة:

وأخبرني به منصور مثلَ إسناد سليمان وحديثه، فلم أنكره منه، فهذا الأعمش

رواه كما رواه منصور؛ فظهر بذلك ترجيح حديث على غيره، وأما أبو حاتم

البستي فذكر في صحيحه الحديثين جمعيا، وقال: سمع مجاهد هذا الخبر عن

ابن عباس، وسمعه عن طاوس؛ فالطريقان جمعيا محفوظان، ففي هذا شفاء

للنفس وإزالة للبس بتصريحه بسماع مجاهد هذا الحديث من ابن عباس-

رضى الله عنهما- ولولا ذلك لكان لقائل أن يقول أن مجاهدا مدلس، فلو

عدى عنه ذلك أو صرّح بالسماع كنّا نقول: رواه عنهما، وأما ما في هذه

الحالة فنجزم بالانقطاع، وعلى تقدير صحة ذلك لم يكن حديث الأعمش

أصح، إنما يكونا صحيحين، وفي لفظ البخاري: " ثم أخذ جريدة رطبة

فشقّها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة، قالوا: يا رسول الله لم فعلت هذا؟

قال: لعله يخفّف عنهما ما لم ييبسا " (٢) . وفي رواية: " وما يعذبان في

كبير، ثم قال: بلى كان أحدهما " (٣) وفي لفظ مسلم: " لا يستنزه عن

البول- أو من البول- " مع لفظ لأبي داود و" يستتر " مكان يستنزه، وفي

لفظ للبخاري: " يستبرئ " زاد ابن الجوزي في قصة يوسف- عليه السلام-

فأورق كل واحد من الفصين واخضر وأورق من ساعته، ففرح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وقال: " رفع عنهما العذاب بشفاعتي " (٤) .


(١) انظر: الحاشية السابقة ص ١٥٤.
(٢- ٤) انظر: الحاشية قبل السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>