للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغطريف بن عبد العزي بن جثامة بن مالك بن ملازم بن مالك بن رُهم بن

سكر بن ميسر، رواه كما رواه منصور، فظهر بذلك ترجيح حديثه على غيره،

ابن العزيز مراجي بن مُرّ/ويقال كان ويقال أنه كان من كندة، وهو أخو

شرحبيل بن حسنة. كذا ذكره البخاري وأبو داود السجستاني في كتاب

الأخوة وأبو زرعة الدمشقي في كتاب الأخوة أيضًا، وأنكر ذلك ابن أبي

خيثمة وبعده اليشكري، وكانت أمه مولاة لعمر بن حبيب بن وهب بن

حذاقة بن جمح، وهاجرت إلى الحبشة؛ فلذلك عدّه ابن شهاب في خلفاء بني

جمح، وقيل: إنّها ليست أمه بل تبنَّته، ونسبه البخاري قرشيًا، ولا منافاة بينه

وبين ما تقدّم؛ لأنه قرشي بالخلف في زهرة، أو بالولاء في جمح، وأمّا من

قال: كندي فبالنسبة إلى نسب أمه، فإنّها منهم، والله أعلم، واختلف في

القائل: " انظروا إليه يبول كما تبول المرأة " فعند أبي داود والعسكري أن

عمرًا وابن حسنة قالا ذلك، وفي كتاب البغوي: فقال بعضنا لبعض، وعند

النسائي: بعض القوم لبعض، وكل ذلك قريب، وفي حديث البغوي والطبراني

زيادة تبيّن معنى الإنكار على أي وجه كان، وهو قوله: " انظروا إليه يبول كما

تبول المرأة " وفيَ لفظة: " إما أن يكون سمع وإما أن يكون أخبر " فإن

الأحاديث المتقدّمة موهمة أنّ ذلك للاستتار أو للجلوس. حدثنا أبو بكر بن أبي

شيبة، نا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس

قال: " مر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقبرين جديدين فقال: إنهما ليعذبان، وما يعذبان

في كبير؛ أمّا أحدهما فكان لا يستتر من بوله، وأما الآخر فكان يمشي

بالنميمة " (١) وفي صحيح ابن حبان حديث أبي هريرة بمثل حديث ابن عباس

مطولًا. هذا حديث اجتمع على تخريجه الأئمة الستة في كتبهم، وقال

الترمذي: حديث صحيح، وروى منصور هذا الحديث عن مجاهد عن ابن


(١) صحيح. متفق عليه. رواه البخاري في (الوضوء، باب " ٥٥، ٥٦ "، والجنائز، باب
" ٨٩ "، والأدب باب " ٤٦، ٤٩ ") ومسلم في (الطهارة، ح/١١١) وأبو داود (ح/٢٠)
والترمذي (ح/٧٠) وقال: هذا حديث حسن صحيح. والنسائي في (الطهارة، باب " ٢٦،
١١٦ ") وابن ماجة (ح/٣٤٧) وأبو داود الطيالسي في مسنده عن شعبة (ح/د ٢٦٤٦) .
وشعبة حجة كبير، فروايته تؤيد أن الأعمش رواه على الوجهين معا. ورواه أحمد في " مسنده "
(١/٢٢٥، ٥/٣٥، ٣٩) والدارمي (الوضوء، باب " ٦١ ") .

<<  <  ج: ص:  >  >>