للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وذهب بعض أهل العلم: إلى أن المستحب أن يقول " حي على الصلاة " عن اليمين، ثم " حي على الفلاح " عن الشمال، ثم " حي على الصلاة " عن اليمين،ثم " حي على الفلاح " عن الشمال. وهو أولى، وممن اختار هذا القول ابن دقيق العيد في شرحه للعمدة (١) .

وهذا أولى، لأن كلاً من الجهتين تأخذ نصيبها من هاتين الجملتين، فتنال جهة اليمين التي يصل الصوت منها إلى أهل اليمين تصل إليهم " حي على الصلاة " وكذلك " حي على الفلاح " وكذلك من كان عن شماله.

ومعلوم أنه ربما لا يسمع أهل الجهة اليسرى مثلاً ما يؤديه المؤذن إلى الجهة اليمنى مع البعد.

والمناسب أن تصل كل جملة من الجملتين إلى أهل كل جهة فكان الأنسب ما اختاره ابن دقيق العيد.

ودليل ذلك: ما ثبت في أبي داود أن بلالاً كان يلوي عنقه ويقول: (حي على الصلاة حي على الفلاح يميناً وشمالاً) (٢) .


(١) قال شيخنا في شرحه لأخصر المختصرات صْ ١٧ ما نصه: " واختار ابن دقيق العيد – وهو الأرجح -: أنه يقول عن يمينه: حي على الصلاة، وعن يساره: حي على الصلاة، ثم عن يمينه: حي على الفلاح، ثم عن يساره: حي على الفلاح، لتأخذ كل جهة حقها، ويدل عليه ظاهر الحديث في أبي داود: أنه كان يقول: " حي على الصلاة، حي على الفلاح، يمينا وشمالا ". فالظاهر: أنه يقول: حي على الصلاة، يمينا، و: حي على الصلاة، يسار، ثم يقول: حي على الفلاح، يمينا، ثم: حي على الفلاح، يسارا. هذا إذا لم هناك ميكروفون أمامه ينقل الصوت عن اليمين وعن الميسرة، إذ ليس هذا الأمر تعبديا، بل المقصود منه: إبلاغ من عن يمين المسجد ومن عن يساره ".

(٢) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب الأذان فوق المنارة (٥٢٠) وقد تقدم.