للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غلظ أو خشونة وغير ذلك مما يسببه التنزف مطلقاً وتوجد آثاره على أربابه حساً وعياناً، علاوة على ما يعرف من كلام أهل العلم في ذلك.

ولذات الدنيا مطلوبة للنفس، ولكن فيما يعود لسلامة القلب فالسلامة منها أسلم، لأن لين العيش مما يقوي الرغبة في الدنيا، ألا ترى أن الإنسان إذا أقام في دار مهيئ له فيها جنس الأسباب لا يريد أن يرتحل.

(تقرير)

١٩٠٥- س: (إن الله نظيف يحب النظافة) : هل هو حديث؟

ج: أظنه حديثاً (١) .

النظافة التي يعظمها أهل الوقت الظاهر أنها زائدة على القدر المطلوب، ولا تدهل فيما ينبغي. مقدار النظافة كمقدار الشجاعة. الشجاعة مطلوبة وإذا خرجت للتهور كانت مذمومة. والسخاء إذا خرج إلى التبذير صار مذموماً.

لكن هذا اتخذ ديدان في البلدان المنتسبة إلى الإسلام، أشياء يزعمون أنها نظافة وليست بنظافة. كما أن قوماً يفرطون ويتركون.

فالنظافة التي جاء بها الشرع لها حد، وخير الأمور أوساطها.

(تقرير)

١٩٠٦- قوله: ولا حيوان ليأخذ لبنه

والصحيح هو ما يختاره الشيخ وابن القيم أن الجهالة مغتفرة في مثل هذا، كما أن الحاجة جوزت بيع العرايا، والإنسان يحتاج للمناح (٢) ولا عنده ثمن للعين، وهو أخف من العرايا، وله نظير وهو الأجير.

(تقرير)


(١) (إن الله جميل يحب الجمال، سخي يحب السخاء، نظيف يحب النظافة) أخرجه ابن عدي (الجامع الصغير) .
(٢) المناح عند العامة: هو اللبن.

<<  <  ج: ص:  >  >>