للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال سعيد بن جُبَيْر: يعني بالدار الجنة يقول: أخلصناها لهم بذكرهم لها (١) وقال في رواية أخرى: (ذِكْرَى الدَّارِ) عقبى الدار.

وقال قتادة: كانوا يذَكّرون الناس الدار الآخرة والعمل لها.

وقال ابن زيد: جعل لهم (٢) خاصة أفضل شيء في الدار الآخرة.

وقوله: (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأخْيَارِ) أي: لمن المختارين المجتبين الأخيار فهم أخيار مختارون.

وقوله: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الأخْيَارِ) قد تقدم الكلام على قصصهم وأخبارهم مستقصاة في سورة "الأنبياء" بما أغنى عن إعادته هاهنا.

وقوله: (هَذَا ذِكْرٌ) أي: هذا فصل فيه ذكر لمن يتذكر.

وقال السدي: يعني القرآن.

﴿وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ (٥٠) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (٥١) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (٥٢) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (٥٣) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (٥٤)

يخبر تعالى عن عباده المؤمنين السعداء أن لهم في [الدار] (٣) الآخرة (لَحُسْنَ مَآبٍ) وهو: المرجع والمنقلب. ثم فسره بقوله: (جَنَّاتِ عَدْنٍ) أي: جنات إقامة مفتحة لهم الأبواب.

والألف واللام هنا (٤) بمعنى الإضافة كأنه يقول: "مفتحة لهم أبوابها" أي: إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها.

قال (٥) ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن ثواب الهَبَّاري حدثنا عبد الله بن نُمَيْر، حدثنا عبد الله بن مسلم -يعني: ابن هرمز-عن ابن سابط (٦) عن عبد الله بن عمرو [] (٧) قال: قال رسول الله : "إن في الجنة قصرا يقال له: "عدن" حوله البروج والمروج له خمسة آلاف باب عند كل باب خمسة آلاف حبَرَة لا يدخله -أو: لا يسكنه-إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عدل". (٨)

وقد ورد في [ذكر] (٩) أبواب الجنة الثمانية أحاديث كثيرة من وجوه عديدة.

وقوله: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا) قيل: متربعين فيها على سرر (١٠) تحت الحجال (يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ)


(١) في ت: "أخلصناهم بذكرهم لها".
(٢) في ت: "لها".
(٣) زيادة من س، أ.
(٤) في ت: "هاهنا".
(٥) في ت: "روى".
(٦) في ت: "بإسناده".
(٧) زيادة من أ.
(٨) ورواه البزار في مسنده برقم (١٥٩١) "كشف الأستار" من طريق محمد بن ثواب به، وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ١٩٦): "فيه عبد الله بن مسلم بن هرمز وهو ضعيف".
(٩) زيادة من ت، أ.
(١٠) في أ: " سرير".