للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي يجهر فيها بالقراءة قال فالتبست عليه القراءة فلما فرغ أقبل علينا بوجهه فقال: هل تقرؤن إذا جهرت بالقراءة، فقال بعضنا نعم إننا نصنع ذلك، قال: فلا وأنا أقول: مالي أنازع القرآن فلا تقرأوا بشيء إذا جهرت إلا بأم القرآن (١) » فهذا عبادة راوي الحديث قرأ بها خلف الإمام لأنه فهم من كلامه صلى الله عليه وسلم أنه يقرأ بها خلف الإمام والإمام يجهر بالقراءة. وكذلك العموم في قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (٢) وما ثبت من قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «وإذا قرأ فأنصتوا (٣) » يخصص بما رواه أبو داود عن عبادة بن الصامت المتقدم فإنه نص في قراءة المأموم للفاتحة في الصلاة الجهرية والقاعدة أن الخاص إذا عارضه العام حمل العام على الخاص وخصص به جمعا بين الدليلين، وإعمالا لهما بدلا من إلغاء أحدهما، وروى مسلم وأبو داود أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه


(١) أخرجه أحمد ٥ / ٣١٣، ٣١٦، ٣٢٢ وأبو داود ١ / ٥١٥ برقم (٨٢٣، ٨٢٤) والنسائي ٢ / ١٤١ برقم (٩٢٠) والترمذي ٢ / ١١٧ برقم (٣١١) والدارقطني ١ / ٣١٨ - ٣٢٠، والبيهقي ٢ / ١٦٥ - ١٦٦ والحاكم ١ / ٢٣٨.
(٢) سورة الأعراف الآية ٢٠٤
(٣) أخرجه أحمد ٢ / ٣٧٦، ٤٢٠، ٤ / ٤١٥، ومسلم ١ / ٣٠٤ برقم (٤٠٤ -٦٣-) وأبو داود ١ / ٤٠٥ برقم (٦٠٤) والنسائي ٢ / ١٤١ - ١٤٢ برقم (٩٢١) وابن ماجه ١ / ٢٧٦ برقم (٨٤٧) والبيهقي ٢ / ١٥٦، والدارقطني ١ / ٣٢٧ - ٣٣١، والخطيب في (تاريخ بغداد) ٥ / ٣٢٠، والطحاوي في (شرح معاني الآثار) ١ / ٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>