للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعلاج مطلوب لحالات العقم كما هو مطلوب لحالات المرض .... ولكن مع العلم بأن الشفاء كله من الله .... وأنه هو يعطي ويمنع ويبسط ويقبض ... لا راد لحكمه ولا مغير لقضاه ... فإذا علم المؤمن ذلك ارتاحت نفسه واطمأنت إلى قدر الله بعد بذلك الجهد والوسع والطاقة.. فلا يعيش كما يعيش أولئك المناكيد الذين حرموا نور الإيمان وبرد اليقين فتراهم يتلوعون لأقل نقص يصيبهم.... ويرتعبون من كل ما يقلل من متاعهم الدنيوي الرخيص .... فإن حالت الظروف دون تحقيق ما يريدون ارتكبوا تلك الحماقة الكبرى ... واقدموا على الانتحار.

والانتحار شائع في الغرب شيوعا كبيرا رغم توفر الأسباب المادية لحياة الرخاء .... ولكن طلبات الإنسان لا يمكن أن تجاب جميعا فمتى صدم الكافر بغياب ما يريد تحقيقه ويصبوا إلى الوصول إليه انتكس ورجع القهقري .... وربما أنهى حياته تلك التعيسة برصاصة أو ببضع حبات من الباربيتورات ..... وهي حياة تمثل الغرب في صورته العامة .... تكالب على المتاع الدنيوي بكل أشكاله وألوانه فان نقص منه شيء ويئس من العثور عليه يئس من الحياة بأكملها فانهاها. وصدق الله تعالى حيث يقول: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} .

التلقيح الاصطناعي:

يطلق لفظ التلقيح الاصطناعي على عدة عمليات مختلفة يتم بموجبها تلقيح البويضة بحيوان منوي وذلك بغير طريق الاتصال الطبيعي الجنسي.

ويشمل هذا التلقيح ما يسمى التلقيح خارج الجسم In Vitro Fertilization

ويحدث فيه أحد الأمور التالية:

١- أخذ منى الزوج وبويضة زوجته وتلقيحهما في طبق كما حدث في الطفلة لويزا براون وبضع مئات من حالات طفل الأنبوب، ثم تعاد اللقيحة إلى رحم الأم فتنمو فيها نموا طبيعيا وتولد الطفلة ولادة عادية أو قيصرية.

وهذه الحالة أجمع الفقهاء المحدثون على جوازها إذا تمت للضرورة وهي علاج عقم بانسداد الأنابيب ولم يعد هناك علاج ينفع غير هذه الطريقة ... مع أخذ الاحتياطات اللازمة لعدم اختلاط النطف كما قد يحدث في المختبرات (١) .

٢- أخذ منى الزوج وبويضة زوجته وتلقيحها في طبق ... ولكن بعد أن تنمو اللقيحة لا تعاد إلى الأم بل إلى امرأة أخرى تسمى متبرعة .... وقد أطلق عليها اسم الأم المستعارة Surrogatemother أو الرحم الظئر (٢) .

وقد أجمع الفقهاء المحدثون على حرمة هذا النوع من التلقيح لما قد يحدثه من اضطراب وفوضى في الأنساب ....والشك فيمن تكون أمه صاحبه البييضة أم التي حملته وولدت (٣) . ويلجأ إلى هذه الطريقة حين تكون الزوجة غير قادرة على الحمل أو تكون غير راغبة في الحمل ترفها.

٣- نفس الحالة السابقة ولكن تعاد اللقيحة إلى زوجه أخرى للزوج متبرعة بذلك وهذه الحالة هي التي أباحها المجمع الفقهي في دورته السابعة المنعقدة في مكة المكرمة في الفترة من ١١ إلى ١٦ ربيع الآخر سنة ١٤٠٤هـ. وبما أن الزواج بأكثر من واحدة ممنوع عند غير المسلمين فان هذه الطريقة لا يمكن أن تتم إلا عند المسلمين.


(١) المجمع الفقهي في دورته السابعة ١٤٠٤هـ
(٢) المرجعين السابقين
(٣) المرجعين السابقين

<<  <  ج: ص:  >  >>