للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣- المطلب الثالث – المجتمع المسلم مجتمع متعاطف متكاتف يعاون بعضه بعضًا:

حض الإسلام على جعل المجتمع المسلم متأزرًا متعاونًا يشد بعضه بعضًا، وذلك من خلال الحث المتواصل لأفراده على خدمة بعضهم لبعض، وتفريج كرب إخوانهم، وإدخال السرور على أنفسهم، وكف ضيعتهم، ورتب على ذلك الأجر الجزيل، ففي الحديث: ((من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة)) (١) .

ولقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم حال المؤمن مع أخيه المؤمن في المجتمع الإسلامي بأبلغ عبارة وأدق وصف، وذلك فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن يكف عنه ضيعته، ويحوطه من ورائه)) (٢) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (( ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)) ، وشبك بين أصابعه)) (٣)

٤ - المطلب الرابع – المسن المؤمن له مكانته عند الله ولا يزاد في عمره إلا كان له خيرًا:

دلت الآثار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن المؤمن لا يزاد في عمره إلا يكون خيرًا له، إضافة إلى أن للمسن المؤمن مكانة خاصة تتمثل في تجاوز سيئاته وشفاعته لأهل بيته، فلقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يتمن أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا)) (٤) وعن أبي صفوان عبد الله بن يسر الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير الناس من طال عمره وحسن عمله)) (٥) .


(١) متفق عليه.
(٢) الترمذي وأبو داود.
(٣) متفق عليه.
(٤) متفق عليه.
(٥) رواه الترمذي.

<<  <  ج: ص:  >  >>