للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر القاضي وغيره: مرادهم في التسمية لا في الأحكام.

وقد يتوجه من هذا حصول المضاعفة بالحرم كنفس المسجد، وجزم به صاحب الهدي من أصحابنا، لاسيما عند من جعله كالمسجد في المرور قدّام المصلى وغيره.

أما فضيلة الحرم فلا شك فيها.

وروي في المختار بسنده إلى ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحاج الراكب له بكل خطوة تخطوها راحلته سبعون حسنة، والماشى سبعون حسنة من حسنات الحرم)) قيل: يا رسول الله ما حسنات الحرم؟ قال: ((الحسنة فيها بمائة ألف حسنة)) هـ.

وقال عطاء بن أبي رباح: الحرم كله مسجد.

اختلف العلماء: هل الذي حرّم مكةَ وحَرَمَها – بأمر الله تعالى – هو إبراهيم عليه السلام وكانت قبل دعوته حلالا أم ما زالت حرما؟

فمن رأى أنها حرمت بدعوة إبراهيم استدل بمثل قوله تعالى: {قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا} [إبراهيم: ٣٥] وبما رواه مسلم عن جابر ((إن إبراهيم حَرّمَ مكة، وإني حرمت المدينة)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>