للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القضايا الأخلاقية:

تثار قضية الاعتبارات الأخلاقية في المستويين: الجزئي في ما يتعلق بالأفراد وبحقوقهم ومصالحهم، وفي المستوى الكلي في ما يتعلق بالمجتمعات المحلية والمجتمعات الكبيرة، بل وبأنواع المخلوقات بصورة عامة. وقد تترتب على الاهتمامات الأخلاقية في كلا المستويين الجزئي والكلي مضاعفات تنعكس على السياسات العامة. وعلى الرغم من أنه لا تنتظر أن يتحقق الإجماع في نهاية الأمر على كافة القضايا الأخلاقية التالية، إلا أن المشاركين قد اتفقوا على أن كل هذه القضايا تستحق المزيد من الدراسة والتدبر:

١- يبدو أن الاستنساخ البشري يمثل تحديًا لتصرونا الأساسي حول المقصود بكلمة (إنسان) ، ولقد تم اختبار ثلاثةٍ من جوانب الطبيعة الإنسانية على أقل تقدير.

أ- يتطلب الإنجاب البشري الطبيعي وجود سلفين أو والدين، بينما لا يتطلب استنساخ الخلية البالغة سوى سلف أو والد واحد، فما هو تأثير ذلك في الخصائص البشرية الأساسية في مجال الاعتماد المتبادل والترابط؟ ومن ناحية أخرى يمكن أن يقال عن الفرد المستنسخ إن له سلفين، إلا أنهما ينتميان إلى جيل سابق واحد. وتبعًا للتفسير الأخير فهنالك أيضًا سلفان، هما والدا الشخص الذي اشتق منه الفرد المستنسخ.

ب - إن الإنجاب البشري الطبيعي لا يمكن معرفة مولوده مسبقًا، بينما يتيح الاستنساخ الخلوي اختيار نوعية الإنسان الجديد من خلال معرفة طريقة توصيل المادة الوراثية المأخوذة من خلية بالغة إلى شخص حي ولكن هل نرى هذه الفكرة تنسف مفهومنا حول الإنسان الذي يخلق بإمكانيات وراثية لا يمكن تحديدها مسبقًا؟

ج - يفتح الاستنساخ الخلوي الباب لتخليق عدد لا نهائي من الأشخاص المتماثلين وراثيًّا، فهل ترى هذا الأمر يمثل انتهاكًا لمفهومنا حول الخصائص الفردية الأساسية لكل كائن بشري؟ هذا، مع أن من الممكن من ناحية أخرى أن تفرض قيود على عدد النسخ البشرية التي يمكن الحصول عليها من شخص واحد. وهذا أمر ممكن التحقيق عن طريق نظام للترخيص في مجال الاستنساخ البشري.

٢ - إن الاعتراض الشائع على الاستنساخ البشري هو أنه ينسف كرامة الإنسان. وعلى الرغم من أن الكرامة قيمة بالغة الأهمية إلا أن معناها يظل غامضًا، غير محدد. ترى ما هو المعنى المحدد لكلمة (كرامة) في مجال الاستنساخ البشري، وكيف يمكن الحفاظ على هذه الكرامة وتعزيزها إذا ما أصبح الاستنساخ حقيقة واقعة؟

<<  <  ج: ص:  >  >>