وفي الجمجمة تجويف يشغله الدماغ - وقد رأيتم صورته - وسائل المخ - شوكي الذي يدور حوله - قد شرحت هذا السائل - ولا يصل شيء لا من الدماغ ولا من السائل إلى الجهاز الهضمي على الإطلاق إلا إذا انكسر قاع الجمجمة نفسها مثل ما وضح أخي الدكتور حسان، وهي شيء خطير جدًّا يحدث في بعض الحوادث الشديدة، فقد يصل شيء من هذا السائل إلى الأنف وبالتالي يصل إلى البلعوم، ومنه يمكن أن يصل إلى الجهاز الهضمي، وهذه في حد ذاتها حالة خطيرة جدًّا.
أما تجاويف الفرج والقبل وغيرها وتجاويف المثانة فليس لها أي علاقة على الإطلاق بالجهاز الهضمي.
فإذًا نقص الكلام على تجويف البطن , البطن كلها تعتبر جوفًا. وتجويف البطن هو الجزء الذي ينحصر بين عضلة الحجاب الحاجز من أعلى، وبين الحاجب الحوضي من أسفل.
وينقسم تجويف البطن إلى جزئين رئيسيين هما: تجويف البطن الحقيقي , وهو الجزء الأكبر , ويقع أعلى الجزء السفلي المعروف بتجويف الحوض، والثاني هو تجويف الحوض , ويحتوي التجويف البطني على أعضاء مختلفة من الجهاز الهضمي والجهاز البولي وأوعية دموية وغدد صماء وغير صماء، وأعصاب وغدد لمفاوية وطحال , وتعتبر الكبد والبنكرياس من امتدادات الجهاز الهضمي، حيث تنمو من الأنبوب الهضمي في الجنين , يحتوي تجويف الحوض على أجزاء من الجهاز البولي بالنسبة للرجل والمرأة وهو الجهاز التناسلي أيضًا بالنسبة للمرأة بصورة خاصة , وهناك صور توضح هذا.
والجهاز الهضمي من أوله إلى آخره أنبوب مجوف إلا أنه يضيق في مواضع مثل المريء ويتسع في مواضع مثل المعدة، وهو على الحقيقة الجوف المقصود في الصيام، إذ هو موضع الطعام والشراب، وعليه كل ما يدخل إلى الجهاز الهضمي متجاوزًا الفم والبلعوم يكون سببًا للإفطار ومفسدًا للصيام وذلك في نهار رمضان (أو نهار الصيام إذا كان من غير رمضان) ولا بد أن يكون الشخص عامدًا، فالناسي ليس مفطرًا , وإنما أطعمه الله وسقاه كما جاء في الحديث الشريف. ولا يشترط أن يكون ما دخل الجوف طعامًا أو شرابًا فقط وإنما يدخل في ذلك الدواء بل والدخان.