للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأدلة على هذا الهدف الاستعماري الخبيث يستطيع كل متجرد عاقل أن يتصيدها من كتاباتهم وأعمالهم فمثلًا يقول الرئيس فيليب فونداسي رئيس المكتب الخاص الفرنسي أي مصلحة التجسس الفرنسي في كتاب صدر سنة ١٩٥١م ناصحًا الحكومة الفرنسية بمحاربة الإسلام في أفريقيا السوداء فيقول: "فإننا إذا ما نظرنا إلى الإسلام تحت تأثير العطف المجرد أو تحت دافع رد الفعل بعد نظرتنا إلى المعتقدات الوثنية، فإننا نسر برؤيتنا هذا الدين ضعيفًا جدًّا وقد طرأ عليه ذلك التغيير الكبير وأصبح ذا شكل كبير الاختلاف عن أصله. ولكن الإسلام يمكن أن يكون خاصًّا (كما في أفريقيا السوداء) ولكنه لا يكون أبدًا هادئًا جامدًا فهو في رقي دائم يجمع شتات قواه وذلك بتطهير عقيدته تدريجيًّا ويؤلف كتلة طبيعية بالرغم من شوائبه ومن أشكاله المختلفة ... " (١) .

ويقول سيكارد: "إنه يجب التقليل من الإسلام بين الشعوب الخاضعة لنا لأنه ضد مصلحتنا" (٢) .

ويقول القس سيمون في كتاب له: "إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب السمر وتساعدهم على التملص من السيطرة الأوروبية" (٣) .

ويقول لورانس براون: "إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرًا أو أمكن أن يصبحوا أيضا نعمة له، أما إذا بقوا مفترقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير" (٤) .

وتقول مجلة العالم الإسلامي الإنكليزية: "إن شيئًا من الخوف يجب أن يسيطر على العالم الغربي ولهذا الخوف أسبابه منها أن الإسلام منذ أن ظهر في مكة لم يضعف عدديا بل دائمًا في ازدياد واتساع ثم إن الإسلام ليس دينا فحسب بل إن من أركانه الجهاد ولم يتفق شعبًا دخل في الإسلام ثم عاد نصرانيًّا" (٥) .

وقال مجلة مراكش الكاثوليكية التي يصدرها الفرنسيسكان: "إن فرنسا لا يمكنها أن تنجح في إخضاع أهالي المغرب إلا بإبعادهم عن الديانة الإسلامية" (٦) .

ولا ننسى في هذا المجال قول غلادستون رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بأنه لا يمكن السيطرة على المسلمين إلا بنزع القرآن من ما بينهم.


(١) الاستعمار الفرنسي في أفريقيا السوداء: ص ٢٨
(٢) المستشرقون والإسلام، لحسن الهراوي: ص ٣٢
(٣) عن كتاب التبشير والاستعمار
(٤) عن كتاب التبشير والاستعمار
(٥) عن كتاب التبشير والاستعمار
(٦) دعوة نصارى العرب إلى الإسلام، لخليل قبرصي

<<  <  ج: ص:  >  >>