للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثاني

الجهاد في الإسلام

مدلولا الجهاد والحرب:

وإذا كانت كلمة الحب تحمل ظلالًا قاتمة من المعاني التي تثير الإنسان وينفعل بها الأدباء شعرًا ونثرًا قديمًا وحديثًا، لما تحدثه من مظاهر التدمير والتخريب والقتل، وفي هذا نجد قول زهير بن أبي سلمى:

وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم

متى تبعثوها تبعثوها ذميمة وتضر إذا ضريتموها فتضرم

فتعرككم عرك الرحى بثفالها وتلقح كشافًا ثم تنتج فتتئم

فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم

إذا كانت الحرب ـ كذلكـ في سوآتها فإن القرآن الكريم يذكر الحرب بهذه الآثار الثقيلة في مثل قوله تعالى: {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} (١) .

ولما كانت الحرب بين الناس تقوم على أسس باطلة ـ سبق الإشارة إليها ـ ويتعرض الناس مع الحرب لظلم الظالمين المحاربين، ووقوف المعاندين في وجه الحق، وتسلطهم على غيرهم والوقوف في طريق دعوتهم إلى الحق والخير كان الإذن من الله سبحانه بمقاتلة هؤلاء الظالمين، والوعد من الله بنصرهم قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} (٢) .

وقال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} (٣) .


(١) سورة محمد: الآية ٤
(٢) سورة الحج: الآيتان ٣٩، ٤٠
(٣) سورة الحج: الآية ٤٠

<<  <  ج: ص:  >  >>