للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

على ما وفَّق لك من قضاء دَيْنِك. فلم يُخْبِر ذلكْ الرجلُ أحدًا إلا بعد موت عبد الله.

وعن عثمان بن سعيد، أنَّه قال (١): سمعتُ نُعيمَ بن حَمّاد، يقول: كان ابنُ المبارك يكْثِرُ الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تسْتَوْحِشُ؟ فقال: كيف أسْتَوْحِشُ وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. يعني النَّظَرَ في الحديث.

وعن أبي نُعيم، أنَّه قال: كان ابن المبارك يتَّجِرُ، ويقْدِمُ كلَّ سنة "مكة"، فيبْعثُ بالصّرر إلى أربابها، كفُضيل بن عِياض، ابن عُيَيْنة، وابن عُلَيَّة وغيرهم، فقَدِم سنة "مكة"، فوجد ابنَ عُلَيَّة قد وَلِيَ الصّدقات لهارون الرشيد، فبعث بالصُّرر إلى أربابها، ولم يَبْعث إلى ابن عُلَيَّة شيئًا، وكان يُعْطِيه في كلِّ سنة خمسمائة درهم، فركب ابنُ عُلَيَّة إليه، فسلَّم عليه، فلم يرفعْ له رأسا، ولم يكلِّمه، فكتبَ إليه: أسعدك الله بطاعته، وتولاك بحفظه، وحاطك بحياطته، قد كنت منتظر البر والصلة منك، لأتبرَّك بها، وجئتُك مسلما، فلم تُكلِّمْني، فأيّ شيء بدا منِّي، فعرِّفْنِي حتى أعْتَذِرَ منه. فلما قرأها ابنُ المبارك، قال: يأبى هذا الرجل إلا أنْ أقْشِرَ له العصا. وكتب إليه رحمه الله تعالى (٢).

يا جاعلَ العلم له بازيًا … يصيدُ أمْوالَ المسكين (٣)

احْتَلْت للدُّنيا ولذّاتها … بحِيلةٍ تذهب بالدين

فصِرْتَ مَجْنونا بها بعدَما … كنتَ دَواءٍ للمَجانِينِ

أينَ رِواياتُك في سردها … عن ابن عون وابن سيرين


(١) تاريخ بغداد ١٠: ١٥٤.
(٢) الشعر في سير أعلام النبلاء ٨: ٣٦٤، وطبقات الشافعية الكبرى ١: ٢٨٥، الورقة ١٥.
(٣) في السير والطبقات "يصطاد".

<<  <  ج: ص:  >  >>